(1)
المثقف المصرواي- نعم المصرواي ليس هناك خطا املائي او مطبعي- الراحل انيس منصور كتب ذات مرة انهم في مصر احتاروا في التعامل مع السودانيين (إذا صافحناهم بالكف يتهموننا بالتكبر والاستعلاء عليهم وإذا عانقناهم وضممناهم إلينا يقولون لنا إنكم تريدون أن تكسروا ضلوعنا..) انتهى كلام انيس.
يمكننا بالمقابل أن نجد الكثير من الآراء السودانية التي تذهب في الاتجاه المعاكس لما ذهب اليه أنيس منصور وتعكس حيرة السودانيين في التعامل مع (اولاد بمبا).
(2)
لا يستحق ايمن نور كل هذه القومة والقعدة فالرجل صاحب مسيرة سياسية متعرجة ومثقلة بالإخفاقات وما رشح من حياته الخاصة أسوأ من مسيرته السياسية ويظلم الإعلام السوداني نفسه إذا انشغل به او بذاك الكوميديان الذي يشبهه الخالق الناطق احمد آدم او ابرهيم عيسى و… و…و.. ويشكر باسم يوسف الذي لم يذكر السودان والسودانيين في برنامجه حتى الآن بخير او بشر حتى ولو كان ذلك ترفعا. مشكلتنا في السودان أننا نجعل من الهنابيق المصرية سوقا ولم نعمل بالمثل الذي يقول (الهمبوق ما تسوي ليهو سوق).
(3)
انت لا تختار جارك فهو مفروض عليك ولا بد من أن تتعامل معه وبلغة المصالح وليس بلغة العواطف التي لا توكل عيش في زماننا هذا. غريزة حب البقاء هي التي تحتم عليك التعامل مع الجار ولابد هنا من أن تترفع عن الصغائر معه وتصفح إذا تطلب الأمر ذلك ومن منا لم يتألم من الإعلام المصري بعد فاصلة الجزائر / مصر الكروية في الخرطوم وكيف يمكن أن ننسى إبراهيم حجازي وعمرو أديب وافتراءهما علينا بينما كان ابن حسني مبارك في الخرطوم وشاف كل حاجة ولكن المؤسف أنهم عندما أرادوا الاعتذار لنا طلبوا أن يزورهم وفد منا ليقدموا له الاعتذار وقد حدث. أما اتفاقية مياه النيل 1959 فيسأل السودانيون الذي وقعوها وليس المصريون الذين خموها.
(4)
نحن اليوم أمام سد الألفية وهو مسألة لا تحتمل أي لعب او دغمسة إعلامية او سقوط في الصغائر أي تسخين تجاه مصر سوف يصب في مصلحة اثيوبيا ويضعف موقفنا التفاوضي للحصول على أكبر مكاسب من السد وأي هجوم على السد وتركيز على مساوئه سوف يضعف موقفنا تجاه مصر ويجعلها تجبرنا على أن نخوض لها معركتها. الموقف السوداني تجاه السد يجب أن يكون هو الموقف السوداني وليس المصري او الاثيوبي. إن المفاوض السوداني يحتاج لدرس عصر ودروس خصوصية وحصص تركيز ومهارة في الاسبوتنق (توقع أسئلة الامتحان) حتى يلعب بالحجر الاثيوبي والبيضة المصرية.
(5)
السودان لا يمكن أن يستغني عن مصر ولاعن إثيوبيا والعكس كذلك صحيح. مصر يمكن أن تؤذي السودان ويمكن ان تؤذي اثيوبيا السودان والعكس كذلك صحيح ولو بدرجات متفاوتة من هنا نشأ مصطلح العلاقات الاستراتيجية أي تلك التي لا فكاك عنها فالمسألة ليست اختيارية لذلك لابد من حصافة ولابد من ترفع على الصغائر ويجب ألا يقود الشغلانة الإعلام إنما يكون الإعلام تابعا. القضية الآن قضية السد وهذا السد وقع للسودان من السما فإما يكسر عظامه او يصعد به السودان الى أعلى عليين. ان وسطية السودان الجغرافية اذا تبعتها وسطية سياسية سوف يصبح دولة رقم في المنطقة فليكن دوما الرد بالسد.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]