أبرار ابتعثها أهلها للدراسة لكن انقطعت أخبارها عنهم ما حدا بهم لفتح بلاغ بفقدانها وظلوا في بحث مضنٍ عنها حتى عثر عليها بواسطة إحدى شركات الاتصال. (السوداني) جلست إلى شقيق أبرار، السماني الذي كان يحتبس الدمع وهو يتحدث بمرارة عن قصة شقيقته فإلى مضابط الحوار:
* في البدء اكشف لنا عن أول لقاء تم بينك وشقيقتك من خلف القضبان؟
بملامح حائرة ووجه يحمل هموم الدنيا قال السماني الشقيق الأصغر لأبرار: (مشيت السجن وطلبت مقابلة أختي وعندما جاء وقت الزيارة نادوا عليها باسمها الحقيقي فلبت النداء ووقفت قصادي وشفت الدموع في عيونها وحاولت أتكلم معاها لكنها رجعت مسرعة كأنها تخاف من شيء ما وحاولت من كانت بجوارها أن تعيدها لي لكنها رفضت وخرجت بعد ذلك دون أن يدور بيننا حوار).
* ماذا كنت تود أن تقول لشقيقتك حينما قمت بزيارتها؟
بسرعة قال السماني: كنت ناوي اقوليها ارجعي عن الانتي فيهو ونحن على استعداد نغفر ليك كل شيء ونعمل عشانك كل حاجة.
* حملت إحدى الصحف الصادرة يوم امس تصريحات من محامي الدفاع تشير الى أن والدة مريم قد توفيت منذ زمن بعيد وأن التي جاءت للمؤتمر لاعلاقة لها بها ماذا أنت قائل؟اولا ربنا يطوِّل في عمرها – الوالدة – لكن أنا أتحدى هذا المحامي أن يثبت لينا كلامو ولو يجيب زول واحد عندو علاقة بي أختي ويقول دا من أسرتها او حتى يظهر وثيقة تشير الى أن أبرار لها أسرة غيرنا. المحامي دا لافي بالقنوات والجرائد يحاول يثبت أن أبرار مريم وأنها مسيحية لكن مايقدر يجي بي دليل واحد لأنه لا يملك شيء وهو زول ماسك القضية من نصها.
* كيف بدأت رحلة البحث عن ابرار؟في بداية شهر رمضان المنصرم بدأنا في رحلة البحث بعد أن فقدنا الاتصال بها لعدة أشهر وجئت الى الخرطوم برفقة شقيقي محمد فقد عشنا أوضاعا لا يقدر على تحملها بشر عادي فكنا طول النهار نجوب مابين الأقسام والمستشفيات وكل من لنا به صلة قرابة فكثيرا ما يصادف أن نفطر بجرعات ماء من أي سبيل وكثيرا ما ننام دون عشاء ونصبح صيام في اليوم الثاني وكل هذا لم يكن يهمنا بقدر ما كنا نمني النفس بأن نجد شقيقتنا بخير.
* وماذا بعد ذلك؟
كنا على اتصال دائم برقم هاتف أبرار الذي كان مغلقا وفي يوم ما ردت علينا من الطرف الآخر وبعد السلام أنكرت أبرار نفسها وقالت إنها مريم وأغلق الخط وأصبحنا نتعقب التلفون بفضل مجهودات شرطة الخرطوم التي اهتمت بالأمر وتعاملت معه بكل تفان وبعد عيد الفطر المبارك اتصلنا بالرقم مرة أخرى وكنا نتعقب مكانه بفضل إحدى شركات الاتصالات وفي منطقة طرفية بالخرطوم كان يحمل الهاتف صبي حاول الفرار إلا أن الشرطة هددته بإطلاق النار واكتشفنا أنه الأخ الأصغر لدانيال الذي تزوج شقيقتنا.
*وهل دلكم الصبي على الفور للمكان الذي تتواجد به شقيقتكم؟
نعم وحينما اصطحبتها الشرطة للتحري كان الخوف يبدو على عينيها وحاولت الهروب من أمامنا وأنكرت معرفتها بنا، ووعدناها أمام الشرطة أننا لن نصيبها بأذى لكن أصرت على عدم معرفتها بنا.
بعد أن تم القبض عليها ومثلنا أمام القاضي في أول جلسة وصل إلينا أن أبرار غيرت اسمها الى مريم وأنها اعتنقت المسيحية، فأدركنا من تلك اللحظة أن أبرار أصابها السحر لا محال.
*وكيف وقعت في هذا الشرك؟تم استدراجها من قبل شقيقة دانيال التي كانت صديقة أبرار.
*ماذا كان سيكون مصير شقيقتك إن لم تعثروا عليها؟أبرار تم عمل جواز لها ببيانات مزيفة بغرض الهجرة الى الولايات المتحدة وكان متبقي لهذه الرحلة 26 يوما فقط لكن لأن أبرار بنت قبائل ربنا أنقذها.
* نقلت إحدى الصحف في الأيام الفائتة خبراً مفاده أن شقيق أبرار قام بتهديدها بالقتل وكان يحمل سكينا؟
أسند السماني ظهره الى الكرسي قائلا: استغفر الله العظيم الكلام دا يا أختي ماحصل ولا حيحصل لأننا واثقين أن أختنا مافي وضعها الطبيعي وعلى العكس نحن بتعامل معاها بكل عطف وحنية.
* ماهي حكاية الصورة العائلية وثوب الوالدة اللذين تم عرضهما على أبرار داخل القفص؟حاولنا أن نؤثر عليها ونرجعها لصوابها لما أبرزنا ليها صورة العائلة وهي في وسطنا وكانت الصورة دي في زواج أختنا. أما (توب امي) دا كان هدية من أبرار ووقفت جنبها في القفص وقالت ليها دا توبك يا أبرار وهي تجهش بالبكاء؟
*ماذا كان رد فعل أبرار؟
أزاحت بوجهها من أمامنا كأنها ترفض أن تؤكد لنا أنها تدرك كل شيء.
* زي ما قلت لينا في البداية إنكم قبيلة كبيرة عريضة في القضارف والوالد شيخ قبيلة؛ صف لنا الحالة العامة بعد انتشار خبر أبرار وتناقل الصحف لها يوما بعد الآخر؟هنا احتضنت عيناه الأرض كأنه يحبس دمعة من السقوط وقال بصوت تخنقه العبرة: حالتنا سيئة. فقدنا الضحكة. ما بننوم الليل، صغيرنا قبل كبيرنا الصدمة كانت قاسية.
* كيف عاشت أبرار طفولتها؟أبرار من قامت هادئة وحنينة، ذكية وهادئة ومميزة في دروسها وشاطرة من يوم قامت وهي الوحيدة الجات الخرطوم تقرا جامعة من بناتنا.
* على ذكر الجامعة نفت جامعة السودان أن تكون أبرار قد درست بها ؟هم يقولوا أي شيء بس شهادتها الجامعية موجودة بحوزتنا وحننشرها إذا لزم الأمر.
*ماذا تسمي ما حدث لأبرار؟
أبرار مسحورة وربنا قادر يرجعها لينا ولوعادت صدرنا فاتح ليها وإلا يقام عليها الحد، ولو ما نفذ حد الله نحن عندنا كلام تاني.
صحيفة السوداني
تفاؤل العامري ـ نهاد أحمد
ت.إ[/JUSTIFY]