فَكَامِلُهُمْ مِنْ قِلَّةِ الْمَالِ نَاقِصٌ..وَنَاقِصُهُمْ مِنْ كَثْرَةِ المَالِ كَامِلُ
بناياتٍ شاهقات وقصورٍ شامخات وسياراتٍ فارهات ونساءٍ حسناوات..
من منا يا صحاب لا يُحبه..؟
كلنا نعشقه وأنا أحبه وأنت كذلك..
كم منا ترك العشيرة وهجر الأحبة من أجله ..؟
ألم يقل رب العزة فيه أنه زينة دنيانا هذه ..
سادت به أمم ..وبادت أخرى من فقرها..
من كانَ يملكُ درهمينِ تعلمتْ..شفتاه أنواعَ الكلامِ فقـالا
وَتقَدَّمَ الفصحاءَ فاستمعوا له..ورأيتَه بين الورى مُخْتالا
لولا دراهمُهُ التي في كيسِـهِ ….لرأيته شَرَّ البريــةِ حالا
إِن الغنيَّ إِذا تكلمَ كاذباً…قالوا صدقْتَ وما نطقْتَ مُحالا
نُصبت الخيام الفاخرة جداً عالية الكُلفة متبوعةٍ بكل الخدمات للعزاء وفقيدنا الراحل رجلٌ ثرى بماله وعلمه كذلك ، رحل وقد ترك ورثةً أغنياء بما ورثوه عنه من مالٍ وجاه وكثير علاقات تميز بها وهو فى ولايته البعيدة جداً عن العاصمة صنوفٌ من الأطعمةِ والمشروبات تُنبئك عن ثراءٍ ظاهر وعلى محيا معظم القادمين ومن هم فى داخل الخيمة تبدو ملامح الدعة والرفاهية..
خيمة فارهة مكيفة تتبعها خدمات مميزة تمتلئ بالأعيان ورموز المجتمع من كل مكان جاءوا لمواساة أهل الفقيد وأبناءه وهم يصطفون فى مدخل الخيمة للإستقبال ، رموز ووجهاء المجتمع من السياسين وغيرهم يتوافدون فرادى وجماعات تتبعهم الأنظار..
فجاءة أطل أحدهم هبَ الجميع لاستقباله لم يكن من أهل السياسة ولا من نجوم المجتمع لم نره من قبل وكذلك كل الذين كانوا بجوارى لا أحد يعلم عنه شيئا ، يرتدى الزى السودانى الجميل الجلباب والعمامة ومن جلد النمر (جزمة) كما قال الراحل عثمان اليمنى ونظارة سوداء أنيقة تُخفى بعضاً من ملامح وجهه تهافت الجميع لمصافحته ومعانقته..
من هو هذا الشخص المهيب يا ترى و(الما عارفك بجهلك)..؟
سريعاً ما جاءنا الرد بأنه من الأثرياء الجُدد فى منطقتهم هاجر إلى دولة نفطية بلا مؤهلات تُذكر لم يمضِ على بقاءه فيها سوى عام ونصف جاءهم يحمل منها أموالاً تقدم بها الصفوف تساوى فيها مع أعيان المنطقة وصار علماً يُشار إليه بعد أن كان نكرة حتى فى مجتمعه الصغير، جاء صاحب المال من بلاده يبحث عنه وتم اعتقاله وجرت التسويات ثم (تحلل) وجاءنا يسعى بيننا رمزاً محترماً فى مجتمعنا أو هكذا نظن…
ربما عاد يوماً من تحلل بعد أن سفح ولفح رمزاً تلاحقه نظرات الاعجاب أينما حلَ ما دمنا نُقر مثل هذا الكسب ونُبجل صاحبه..
والله المستعان..
زاهر بخيت الفكى
بلا أقنعة…
صحيفة الجريدة السودانية…