الكاتب الأمريكي الأشهر مارك توين دخل الحياة العملية وعمره 12 سنة متدربا في مطبعة، واستغل وجوده في المطبعة وصار يقرأ كل ما يصدر منها من كتب، ثم صار شيخ الأدباء الساخرين في العالم، واستثمر شهرته لرفض الاستعمار القديم ومحاولات أمريكا الهيمنة على الدول الأخرى، وكان من أقوى مؤيدي قرارات الرئيس أبراهام لنكن لإلغاء الرق والعبودية وقال مقولته الشهيرة «إن تلك القرارات تحرر الإنسان الأبيض أيضا».. توماس ألفا أديسون مخترع المصباح الكهربائي لم يكن يحمل حتى شهادة ابتدائية في الكهرباء او الفيزياء.
ثم لماذا نذهب بعيدا؟ هل كان الطبري والفارابي والخوارزمي وابن سينا واليعقوبي يحملون الشهادة الإعدادية؟ هل كان فارس معركة القادسية سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه خريج كلية القادة والأركان في يثرب؟ والشاهد مجددا هو ان هناك شيئا اسمه الموهبة، ولو تم تعزيزها بالاطلاع والتثقيف الذاتي، تصبح الشهادات بلا قيمة أو «زيادة خير»، حتى في عالمنا المعاصر، إلا لدى جهات العمل التي تشترط لكل وظيفة مؤهلا ما، وكثيرون منا التقوا بأشخاص يحملون مؤهلات عالية بينما قدراتهم المهنية أكثر من متواضعة.. فالتعويل و«الرك» ليس على الشهادات، بل في التعلم المستمر، وإلا فلماذا يقول الناس ? مثلا ? عن طبيب متخصص في مجال ما إنه «غبي»؟ نحن نعرف أن كليات الطب لا تقبل إلا أفضل الطلاب أداء في الامتحانات ودراسة الطب والنجاح فيه شاقة، ولكن ذلك «الأخصائي» استحق لقب غبي لأنه اعتقد أنه أوتي من العلم ما يكفي، وتوقف عن متابعة المستجدات في عالم الطب والأدوية فلا يقرأ «دوريات» ولا يشترك في مؤتمرات، فـ «فاته القطار» كما قال شاويش اليمن علي عبدالله صالح.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]