بقلم : د. غريب الدارين
غبراء حتى لا تستبينُ سبيلها ! سوداءُ من جراء ليلٍ حالكٍ أقام فوقها دون أن تبدو أية بوادر لصبحٍ آتٍ !
داعش …داقس يخوض حرباً يحسبها جهاداً يبتغي به إحدى الحسنيين !
وعافش ! الجيش السوري الذي عفش أغلب المدن السورية !
لا أفهم إطلاقاً ما يجري في سوريا لذلك أرجع ليقيني القديم الثابت الذي تؤكده مجريات الأحداث
إنها المؤامرة .
من المنتصر ؟ من المهزوم ؟ طبعاً لا أحد منتصر ….كلهم مهزوم ، وحتى إذا انتصر أحدهم فمن سيحكم ؟ الشعب نصفه كان وقوداً للحرب ونصفه الآخرتفرق في أنحاء الأرض مثله مثل الشعب الفلسطيني ، ولكن مع قضية الشعب الفلسطيني فالعدو واحد ومعروف ، أما فيما يجري في سوريا فالعدو شبحي يؤجج سعير الاحتراب لكنه لا يظهر.
الساحة السورية أصبحت مسرحاً يعتلي خشبته أبطال كُثر ، ولكن لم يظهر بعدُ هرم بن سنان والحرث بن عوف السيدان العظيمان فنستعيد أبيات زهير بن أبي سلمى فنقول :
يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا
عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ
تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا
تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً
بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ
فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ
بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ
عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا
وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ
أيها الإخوة في سوريا …ألا تقرأون التاريخ ؟! ألم تسمعوا عن داحس والغبراء والحرب التي استمرت أربعين عاما ؟!
لكنكم لستم في حاجة لمعرفة ماذا حدث في تلك الحرب ! فها أنتم قد عرفتمو الحرب وأفنيتم بعضكم بعضا وأفنيتم شعبا كان يعيش آمنا …وصدق فيكم قول زهير وهو يصف ما جرى لعبس وذبيان :
وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ
وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً
وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا
وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ
كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ
فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا
قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ
(2) وهل الحرب في سوريا من صنع السوريين
بقلم : ود راس الفيل
وهل كانت الحرب في سوريا من صنع السوريين ؟ المواطن السوري ودودٌ بطبعه محبٌ لوطنه ملتصقٌ بأرضه مدافعٌ شرسٌ عن قضايا أمتِهِ العربية وعلي رأسها القضية الفلسطينية وهنا مربط الفرس .
هناك من يسعي لتصفية القضية الفلسطينية عن قصر نظر او بأوامر من جهات لا يملك حق رفض أوامرها وهناك من يسعي لكسر ظهر الامة العربية كانت البداية من العراق وكلنا كان يتوقع تحرش امريكا بسوريا بمجرد احتلالها للعراق وبالفعل وفي ذروة نشوته بنصر احتلال العراق إتجه بوش للتحرش بسوريا ولكن سرعة تحرك المقاومة العراقية جعلته ينكفيء وينشغل بالورطة التي أدخل قواته وبلاده فيها .
كان لابد من تغيير التكتيك لمواصلة الخطة المرسومة فالاحتلال المباشر صار مكلفاً مادياً وبشرياً فلماذا لا نجعلهم يدمرون أوطانهم بأيديهم ؟
ما يحدث في سوريا حالياً عبارة عن حرب عبثية يصعب السيطرة عليها حتي من قبل من قاموا بإشعالها فالكل يضرب في الكل والأراضي السورية صارت مرتعاً خصباً لكل مرتزقٍ وكل مجرم، وباختصار صارت مكباً للجماعات الإرهابية التي تداعت علي الشعب السوري كما يتداعي الذباب علي قصعة العسل .
(3) إن لم يقل الغربُ كلمةً فلن ينبش العربُ بحرف
بقلم : الجنيد خوجلي
الكل فرح عندما هبتِ الشعوبُ العربية منتفضةً على ظلمِ جلاديها وأتت سوريا لتأخذ دورها.. بدأت تشبه تونس في بداياتها ثم تحولت قريبة من الفعل المصري ولكن نظامها كان يشيه نظام العقيد غطرسةً وظلماً وتجبراً ، فصنع وضعاً يشبه ذاته ولا يشبه اي أحد سواه . و كالعادة لن يخرج العرب بفعلٍ أوعملٍ واحدٍ الا اذا قال الغرب كلمته ، والغرب هذه المرة كلمته واضحةٌ جليةٌ في سوريا التي نرى اليوم (أرضٌ محروقةٌ ) واضحت جوقة العرب حاطبي هذه النار، ان كانوا في جانب المعارضة اوفي جانب الحكومة او كان البعض متفرجاً ، مصدوماً بأن النار تأكل بيت أخيه وجاره.. متلعثماً ومتمتماً : حسنا لن تصل النار الى بيتي وداري.. وما درى الاعراب ان الذئب يأكل من الغنم القاصية.. وان النار ستصل كل البيوت بعد ان تلتهم بيت الجار (وهو سوريا). وما داعش والبعث الا اداتين ليس الا ، تخدمانِ غرض العدو في عاصمة الأمويين كما خدمتاه في عاصمة العباسيين من قبل.
(4) سوريا قبضة ايران
بقلم : فارس عبدالله
سوريا هي القبضة التي تمسك بها ايران عنق الامة العربية فبعد زوال حكم صدام حسين وضعت يدها علي المفاصل العربية تطرقها واحدةً تلو الأخري ولا يظن أحدٌ انها قد تُفلت من يدها سوريا التي تشكل احدي الدول الداعمة لها وتشكل مع حزب الله سداً ضارباً لتطويق المنطقة وحماية النفوذ الايراني ولا سيما أن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي قد اخفقتا في وضع إيران في نقطة الضغط فإرتخت قبضة أمريكا بل صارت تبادلها المغازلة الصريحة نوعاً ما تجاه ايران .
ان سوريا الآن بفعل التعنت الواضح من الأطراف المتصارعة والتدخل الايراني وميليشيات حزب الله تحولت الي حرب فوضوية لا تبقي ولا تذر بل لن تتوقف الا بنهاية كابوس الشبح البعثي الذي يتاجر بالقضية الفلسطينية متناسياً الجولان.
– تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء)
– للتواصل معنا : [email]galamwasaed@gmail.com[/email]
– إنضم إلينا وكن عضواً فعالاً وشارك معنا في إعداد مقالاتنا القادمة :
– ابين قوة السلاح وقوة الطعام ( ود نبق)
– مياة النيل وإخواننا المصارى
– متى يستقيل ساستنا إحتراماً لعقولهم وعقولنا
– ولادة الهملة وموت الهملة
– محمد طاهر إيلا والي ناجح وبقية الولاة أدمنوا الفشل
– قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة .
– للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة إستخدم هذا الرابط :
https://docs.google.com/document/d/1rbnd_jtl-_DDHtO_Nid77Ya4HZkxpcxnU0LVfWDMxmg/edit