حسمت امرها وطرقت الباب ففتحه (سامر) ابن شقيقها الصغير .. انحنت وحملته وحضنته بشوق، فطوق عنقها بفرحة طفولية دفعت بالدموع لعينيها، ثم تبعه بقية اخوته الصغار الذين تدافعوا للسلام على عمتهم في لهفة وشوق، بينما وقفت امهم بالقرب من باب البرندا وهي ترمق حماتها ببرود، وعندما اقتربت منها (مواهب) لتحتضنها مدت (شادية) اطراف اصابعها من بعيد وهي تقول وقد لوت فمها في بسمة استهزاء:
غريبة !! الليلة القش ليك الدرب منو ؟؟
حسنا يا جماعة، من المعلوم أن الصراع بين زوجة الاخ وشقيقاته علاقة صراع ازلية، وهي تكاد تكون قاعدة عامة لا يشذ عنها الا القليل .. هناك دائما درجة من العداوة الظاهرة أو المستترة، بين الزوجة وأخوات الزوج وذلك لتقارب السن بين الشقيقات وزوجة اخيهن، بالاضافة لشبة الغيرة والرغبة في الاستحواز من الزوجة، والمناتلة ومحاولة فرض الوصاية من جانبهن، غالبا ما تكون وقودا لنار المشاكل بين الطرفين ..
للحقيقة هناك معاناة حقيقية لبعض الزوجات من شقيقات ازواجهن، وهناك من دمّرت حياتها الزوجية بسبب ابتلائها بأخت زوج، شعارها في الحياة تخريب البيوت وإثارة المشاكل ونسف استقرار العائلات، وهنا قد تكون الغيرة هي السبب الرئيسي الذي يقف وراء اندلاع الخلافات بين الزوجة وشقيقة الزوج خاصة اذا كانت صغيرة ومدللة أو كانت كبيرة وقد فاتها قطار الزواج ..
ولكن بالمقابل وبالرغم من أن الظاهر في السطح هو شكوى العديد من الزوجات من شرور اخوات الزوج، إلا انه هناك الكثير من الحموات مظلومات ظلم الحسن والحسين كحال شقيقات (مرتضى)، والذي تتفنن زوجته في فتل المشاكل ونقل القوالات بينه وبين افراد اسرته حتى تسببت في قطيعة غير معلنة بينهم، عندما قرر الجميع الابتعاد عن اخيهم وتجنب مشاكل (شادية)، دون أن يدروا بأنهم بهذه القطيعة قد انالوها مرادها فهذا بالضبط ما كانت تسعى اليه بالكيد والدفن الدفين ..
بينما كانت (مواهب) تتجرع كأس العصير، كانت تحاول أن تبتلع مع جقماته مطاعنات (شادية) وكلامها المسموم .. وقبل أن تنزل الكأس من يدها داهمتها شادية بسؤال بريء:
بتعرفي رجاء بت خالتي محاسن ؟
اجابتها مواهب:
ايوة بعرفا .. مش ديل ناس خالتك الساكنين في الصحافة ؟
قالت (شادية) وبين شفتيها ابتسامة صفراء:
صدقي رجاء خطبوها يوم داك .. لكن شمتاااانة فيها الكلبة .. الله رماها في عريس عندو تمنية اخوات .. خليها التشوف الويل وسهر الليل وتضوق الضايقنو انحنا !!
مخرج:
لم يكن مستغربا أن تغادر (مواهب) بيت شقيقها وهي تحادث نفسها في الطريق، ولو اقترب منها احد دون أن يظن بها مظنة الجنون لوجدها تتمتم لنفسها:
حالفة وقاسمة يا مرتضى .. أن ابيع الوراي وقدامي إلا اعرس ليك تاني .. لا مرة ولا مرتين .. تلاتة نسوان حتة واحدة !!!
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]