حاتم أرباب : قاضي الحاج يوسف والهجمة المرتدة

[JUSTIFY]أن يختلف علماء الدين في كيفية غسل الجنابة،او مبطلات الوضوء، او في حالات وقوع الطلاق، ففي إختلافهم رحمة للمسلمين، ولكن أن يختلفوا في مسألة جوهرية كمسألة حكم الردة فليس في ذالك الإختلاف رحمة بل نغمة علي الاسلام.
المعترضين علي الحكم قالوا إن في هذا الحكم إساءة للإسلام وتعاليمه التي اتاحت حرية الإعتقاد الفكري للجميع ويستدلون علي ذالك بكثير من آيات القرأن الكريم، قال سبحانه وتعالى :
( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (256). البقرة.
وقوله تعالى :
( وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) (29). الكهف.
ثم قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ) ( 137 )النساء
( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلۤـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأُوْلۤـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (البقرة: 217
وقوله تعالى: ﴿ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر15] و مع هذه الايات الصريحة الواضحة المعني، الدالة علي حرية الإعتقاد، نضيف ان الرسول صل الله عليه وسلم لم يقتل مرتد في حياته، والمرتدون كانوا كثر في تلك الفترة وعلي راسهم عبدالله بن سلول وقد يقول قائل ان عبدالله بن سلول منافق وليس مرتد، فهل المنافق أقل اثم من المرتد؟ وهل النفاق والردة لا يجتمعان في شخص واحد؟ قد يكون النفاق درجات أقلها مسلم متحلل وأعلاها كافر يحادي الله ورسوله وهذه هي درجة عبدالله بن سلول (مع انه قد يكون ممن يصلون الصبح في جماعة!) عليه لعنة الله والناس أجمعين، ومع اننا نلاحظ إن أيات القرأن الكريم أكثر وعيداً وذماً لمن يسيئون للرسول صل الله عليه وسلم اكثر ممن يسبون الله عزوجل، ومع هذا نجد ان الله عزوجل لم يأمر بقتل عبدالله بن سلول الذي أذي وسب النبي صل الله عليه وسلم مع ان الله عزوجل كشف أمره للمسلمين واصبح ارتداده عن الاسلام مثبت من الله عزوجل. فتأمل قول الله عزوجل
(1)إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (2)اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُون (3) َذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (4)وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون).َ
أنهم أمنوا وذالك يعني: أنهم تجاوزوا مرحلة الاسلام ثم كفروا وطبع الله الكفر علي قلوبهم ومع ذالك لم يأمر الله عزوجل رسوله بقتلهم بل أمر رسوله صل الله عليه وسلم بالحزر وبأن لا يصلي علي من مات منهم وهذه الآيات توضح بجلاء إن هولاء المنافقين أسلموا وآمنوا ثم كفروا ولم ينفذ فيهم حد الردة.( كثير من الناس يؤيدون حد الردة لان ذالك ماتهواه إنفسهم ويحسبون ذالك غيرة علي دين الله عزوجل وربما (قتل المرتد) قتل نفس بغير حق.هل هناك حكم من أحكام الأسلام ليس له سند في القرأن الكريم؟ الأحاديث ليست مكملاً للقرأن الكريم بل هي إما تفسير وتوضيح او تطبيق عملي لاحكام القرأن الكريم.
لماذا نُحجم معني الايات لنثبت صحة الحديث؟
-لا إكراه في الدين نقصر المعني في دخول الاسلام
-فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. نقول المخاطب غير المسلم مع إن الايمان مرحلة بعد الاسلام.
المؤيدين للحكم يقولون إن المعترضين هم موالين للغرب المسيحي وهم من اساءوا للاسلام ويستدلون علي حكم قتل المرتد بحديثين : (ﻣﻦ ﺑﺪﻝ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻩ). و الحديث الثاني : ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) رواه البخاري ومسلم.
الإساءة للاسلام إعلامياً وتشويه تعاليمه القيمة هي النتيجة الوحيدة التي ستنتهي عليها قضية قاضي الحاج يوسف فلن تعدم مريم ولن تسجن مؤابد، وقاضي الحاج يوسف ماهو إلا كضابط مطار كسلا الذي أمر بتفتيش شاب فرفض الشاب التفتيش قائلا للضابط اذا فتشتني ستغادر هذا المطار فأصر الضابط علي موقفه وكانت النتيجة مغادرة الضابط كسلا.
قاضي الحاج يوسف يمكنه تنفيذ قطع يد السارق إن لم تتجاوز قيمة مسروقاته مليار جنيه (بالقديم) ويمكنه تنفيذ حد الحرابة في السوداني المسلم الضعيف، ويمكنه جلد فتاة لا كوز لها، ويمكنه قتل ملحد عارض النظام الحاكم،ولكن لا يستطيع إعدام من تحولت الي المسيحية، ألا يدري قاضي الحاج يوسف إن هناك سلطة أعلي من سلطته وان هناك من اقسم بالطلاق بان لا يدخل اصحاب القبعات الحمراء السودان فدخلوا!
سيدي القاضي جيت تكحلا طبظتها مريم المرتدة ان كانت تعيش في أزقة الحاج يوسف فغداً ستحتضنها المنظمات المسيحية وتصبح المرتدة من الاثرياء، وان لم تكن دكتورة فستتصبح دكتورة وستملأ تصريحاتها (اليوتيوب).غداً ستطلقون صراحها و تقولون إنها مختلة عقلية.

النيلين – حاتم ارباب
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version