الورد والشوك

[ALIGN=CENTER]الورد والشوك [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]أراد رجل أن يبيع بيته وينتقل إلى بيت أفضل فذهب إلى أحد أصدقائه وهو رجل أعمال وخبير في أعمال التسويق… وطلب منه أن يساعده في كتابه إعلان لبيع البيت وكان الخبير يعرف البيت جيداً فكتب وصفاً مفصلاً له أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة ووصف التصميم الهندسي الرائع ثم تحدث عن الحديقة وحمام السباحة… الخ…
وقرأ كلمات الإعلان على صاحب المنزل الذي أصغى إليه في اهتمام شديد وقال… أرجوك أعد قراءة الإعلان!!. وحين أعاد الكاتب القراءة صاح الرجل يا له من بيت رائع.. لقد ظللت طول عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت ولم أكن أعلم إنني أعيش فيه إلي أن سمعتك تصفه. ثم ابتسم قائلاً من فضلك لا تنشر الإعلان فبيتي غير معروض للبيع!!!
هناك مقولة قديمه تقول:”أحصي البركات التي أعطاها الله لك واكتبها واحدة واحدة وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل…”.إننا ننسى أن نشكر الله تعالى لأننا لا نتأمل في البركات ولا نحسب ما لدينا… ولأننا نرى المتاعب فنتذمر ولا نرى البركات.
قال أحدهم: إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواكاً…وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك ورداً…!!. ويقول آخر: تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين…ولكنني شكرت الله بالأكثر حينما وجدت شخصاً آخر ليس له قدمين.
اسألك بالله كم شخص تمنى لو انه يملك مثل سيارتك, بيتك, جوالك, شهادتك, وظيفتك.
كم من الناس يمشون حفاة وانت تقود سيارة؟… كم من الناس ينامون في الخلاء وانت في بيتك؟. كم شخص يتمنى فرصة للتعليم وانت تملك شهادة؟. كم عاطل عن العمل وانت موظف؟. كم كم كم كم الم يحن الوقت لان تقول: “يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”؟.
ما تقدم اعلاه اعزائي القراء إخترته لكم من مساهمات الأصدقاء والصديقات عبر البريد الإلكتروني، وقد أعجبتني فوددت المساهمة بها للقراء الذين ليس بحوزتهم فرصة مطالعة الانترنت. وهذه المساهمة جاءتني بعد سلسلة طويلة من المراسلة وكان آخر من ارسلته لي هي المهندسة نجلاء محمد من الخرطوم.
هذه النوعية من التأملات التي تحوي الأسئلة ذات المغزى والدلالة التفكيرية تجعلنا ننتبه لسير حياتنا، ولأن مثل هذه التأملات بين الأصدقاء اثيرياً فقد تغولت على ما أُرِسل إليّ وانا بدوري أنشرها لأكبر عدد ممكن من القراء والقارئات.
كثيراً ما سألت نفسي ما هي الفوائد التي يجنيها شخص تخصص في البحث عن عيوب وقصور الاخرين، وإن تحدث عن نفسه فهو اسوأ من وجد على الأرض حالاً وأفهمهم عقلاً ويقول عن نفسه الأقل حظاً في الحياة؟.إنه مجرد سؤال من عدة اسئلة..[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1139- 2009-1-14

Exit mobile version