رجال المنون

رجال المنون
[JUSTIFY] في هذا البلد أناس لا يبالون في سبيل عزته اي فداء يقدمون.. رجال لله تعتمل فيهم النخوة والعزة في مبالغ الفداء، في كل وقت هم جاهزون لا يأبهون للدنيا، ولا يأملون في الزخارف والزيف، يمضون لحيث يعتقدون بلا خوف ولا توجس، هكذا هم دائماً بعيدون عن سفاسف الأمور، لا يعطون رهف آذانهم لحديث المدن ولا مطالب الذات، مضى هؤلاء في كل معترك تفتحه بلوى السياسة ومخرجاتها اللئيمة، ليحسموا الأمور بالدم القاني، واليوم تتحدر دمعة ساخنة على الفتى (عبد اللطيف حسن) ابن شندي الجسور، مراسل هذه الصحيفة فقد كان متقد الذهن والخاطر، كم مرة التقيته وكنت أحدث نفسي بأن هذا (الفتى غير)، فقد كان دائم الإصرار على متابعة بعض أمور منطقته بشيء من الاستدامة.. له عيون تفصح عن أن وراء محجر النظر شيء قادم، وقد استبانته الأيام.. ألا رحمه الله وأخلف في أهله من يعزهم بقدر ما عز بلاده وفداها.. لك الرحمة عبد اللطيف ويكفي أنك قد سطرت بدمك الغالي أن هذه البلد بها رجال المنون، الذين لا تحد خطاهم حدود ولاياتهم ولا سكنهم، وهي بلاد جديرة بأن تختلط فيها دماء أبناء نهر النيل برمال كردفان، في حزئية مهيبة وقوة عزم على الفداء.. لك الله «عبد اللطيف» فقد هالنا الحزن على ذهابك وأنت في عز الشباب وفتوته، لم تختبئ خلف مضغ الكلام والحديث، تقدمت واثق الخطى تمشي تجاه الموت ثابتاً لا مرتاباً ومرتجفاً، ولتبقى سيرتك تناسب هذه النهاية التي لا يدركها أي أحد، لأنها نهاية لرجل بطل رجل المنون والفداء. الحارس مالنا ودمنا

كل العقلانيات تقول إنه زمان تعزيز الجيش بالامكانات المادية والمعنوية.. فقد أوصلت البصائر العمياء البلاد الى حد السلاح والدم.. الأمر الذي يعني أن الحسومات لا تتم فقط بناعم أو صاخب القول وطيبه.. بقدر ما تحتاج لتأهيل وتعزيز القدرات العسكرية بالتقنية المواكبة والدربة المستدامة، هي أمور أهلها أدرى بها.. ويكفينا فخراً أن الحارس مالنا ودمنا هو دائماً الذي نلتقيه عند اللفة عندما تحتدم الأمور ويصعب «فك الشبك» إلا بالحسم رغم كل شيء ورغم كل الصعوبات.. يظل التعويل على القوات المسلحة والقوات المساندة لطبيعة الصراعات التي باتت تأكل البلاد من الأطراف والأوصال… وإن دعا الأمر لجراحات كبيرة تستلزم توفير الدواء والمعالجة بالجراحة والبتر، وهذا لا يعني أن تكون عقلية الدولة قائمة كلياً على لغة السلاح بقدر ما أن تقوم على القدرة والهيبة وبسط العزم، بما تمتلك من أدوات الدولة القوية الجديرة بالاحترام.. إذن فلتكن أولوياتنا هي تعزيز قومية الجيش وتمليكه أدواته التي يحقق بها حفظ البلاد دائماً عندما تنفك السياسات عن عرى وثقى الأمان وتحقيقه.

آخر الكلام:

بالتأكيد مضى عبد اللطيف لأنه بداخله دم حار يخشى على البلاد التمزق والشتات، ومثله شباب ورجال وأبرياء لا ذنب لهم.. ولكن ليبقى الوطن لابد من اجتهاد أكبر قوامه ما يعزز الهيبة ويبسط الأمن والسلام.. رحم الله رجال المنون ورفعهم درجات في جناته، وبقي أن نحق الواجب في أهلهم، وأن نخلفهم في ثغراتهم التي انفتحت بذهابهم..

[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version