* كنت وقتها رئيسا لقسم الاخبار وقد نشرنا خبرا منسوبا الى القيادى المايوي الاشهر ابو القاسم محمد ابراهيم يقول فيه: الانتخابات نزيهة .. إتصل بنا وقتها أحد المواطنين غاضبا وهو يقول لماذا تكذبون؟ قلت له أين كذبنا؟ قال لى في الصفحة الاولى قلتم إن الانتخابات نزيهة .. قلت له إقرأ “المانشيت” مرة أخرى لتعرف من قال بذلك.
* كنا وقتها نأخذ الاخبار إما من مصادرها في الحزب الحاكم أو من مواقع الأحداث مباشرة أو من وكالة السودان للأنباء التي كنا نعتمد عليها في الاخبار الرسمية إضافة للانفراد الصحفي، واسمحوا لى في هذه المناسبة أن أحيي الاستاذ الكبير مصطفى أمين آخر مدراء سونا المهنيين متعه الله بالصحة العافية.
* نقول هذا بمناسبة التصريحات التي أوقعت الصحف في “كمين المصداقية” حسب تعبير خالد أحمد أيضا في ذات التقرير، وهى تصريحات مجانية يدلى بها المسؤولون وهم في مواقع عملهم، وبعضهم للاسف لا علاقة له لا بمسرح الاحداث ولا بالاعلام والاتصالات، رغم علمهم جميعا بأن موت فلان أو علان مهما كان شأنه ودوره الميداني فإنه لن يحقق لهم ولا لغيرهم هدفا.
* قلنا اكثر من مرة ولن نمل القول : ” دعو الخبز لخبازه” وكفى تشويشا يضر خاصة الذين هم في الميدان يدفعون ثمن النزاعات المفروضة علينا جميعا، والتي يعلم القاصي والداني انها لن تخدم لأي طرف قضية.
* نحن مع مساندتنا للقوات المسلحة وكل القوات النظامية وهي تتصدى للدفاع عن الوطن والمواطنين لا ننسى في ذات الوقت مسؤوليتنا الوطنية والاخلاقية في دعم مساعي الاتفاق السياسي والتراضي الوطني ، ليس مع الحركة الشعبية الشمالية فقط وانما مع كل الفعاليات السودانية في الداخل، وألا نضع العصي أمام مسار تنفيذ اتفاقيات التعاون مع دولة جنوب السودان التي بدأت تثمر بالفعل ، لأن ذلك يعني المزيد من الاستنزاف لمقدراتنا البشرية والمادية في وقت نحن في أمس الحاجة لهذه المقدرات لتكثيف الجهود في معالجة الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتعزيز السلام لصالح المواطنين في الشمال والجنوب.
* لقد أثبت التجارب أن آفة الاخبار ليس رواتها فقط وإنما في آثارها المدمرة على جسور السلام والأمن الاجتماعي والاقتصادي في بلادنا.
كلام الناس – نور الدين مدني