} أمس الأول احتشدت بضع (ناشطات) ومن وراءهن (ناشطون)، يحملن لافتات صغيرة في محيط مجمع محاكم “الحاج يوسف” بالخرطوم بحري، حيث حوكمت الطبيبة المرتدة “أبرار” بالإعدام، مع تأجيل تنفيذ الحكم (عامين) لحين وضوع المدانة الحامل في شهرها (الثامن) وإكمال فترة الرضاعة.
} صور الناشطات (الجاهلات) مع اللافتات انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي بالحاسوب والهواتف السيارة، وقد كتبوا لهن على الورق والقماش عبارات من شاكلة: (من حق أي فرد أن يعتقد ما يشاء)!! (لا لتدخل الدولة في العقائد).. ( من حقي أن أعتقد ما أريد)!!
} ممثلو الاتحاد الأوروبي والمنظمات الكنسية و(الصهيونية) المدسوسة كانوا هناك يراقبون مشهد المحاكمة الذي انتهى إلى مالا يتوقعون، لأنهم يجهلون قيم وعدالة الإسلام وحضارته الرفيعة التي كرمت (الإنسانية) قبل (أربعة عشر) قرناً من ظهور ما يسمى منظمات ومجالس حقوق الإنسان!! الإسلام كرم المرأة (الحامل) واهتم بحياة كل نفس بشرية ولو لم يكتمل تخلقها في رحم أمها .. ولهذا تأجل تنفيذ حكم القاضي (عامين) لأن الله تعالى يقول: (وفصاله في عامين).. يا سبحان الله.
} إن الآية الكريمة : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)
وقول الله تعالى في الآية : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)، خاص بالذين لم يدخلوا الإسلام بعد، فلا إكراه لهم على دخول الإسلام (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). وقال بعض المفسرين إن آية (لا إكراه في الدين) نزلت في حق أهل الكتاب.
} أما الذين (دخلوا) الإسلام وآمنوا بالقرآن والنبي “محمد” صلى الله عليه وسلم ثم أرادوا أن (يخرجوا) من بعد إيمانهم، فهؤلاء (مرتدون). حسم الإسلام أمرهم وقضى بقتلهم، لأنهم يخرجون لإحداث الفتنة وتأليب الآخرين على الخروج تعمداً وترصداً بعد أن علموا الحق حقاً واتبعوه. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح رواه البخاري : (من بدل دينه فاقتلوه).
} لا خلاف في إرث السلف الصالح والأئمة الأربعة على الحكم بقتل المرتد بعد استتابته ثلاثة أيام، ولهذا تنزل هذا الإجماع نصاً في القانون الجنائي لحكومة السودان، فلماذا تسعون لمخالفة القانون؟!
} أما (المسيحيون) و(اليهود) وحتى (البوذيين) سواء أن أقاموا في السودان أو في غيره، فلا يمكن اقتياد أحدهم إلى (المحاكم ) بتهمة أنه (مسيحي) أو (يهودي) أو حتى (لا ديني)، فهل سمعتم أن الشرطة (السودانية) ألقت القبض على أحد أبناء الجالية (الهندية) في السودان، وهم بالآلاف، لأن لديهم (إلهاً) غير الله رب العالمين؟!! ولماذا لم تغلق الكنائس (القبطية) و(الكاثوليكية) في الخرطوم وبحري وأم درمان ؟!
بل على العكس، إنني ألحظ نشاطاً زائداً لهذه الكنائس- خلال الفترة الأخيرة- وأنا أمر يومياً في طريقي للعمل وعودتي بكنيسة (قبطية) في “بحري” لا يخمد نشاطها طوال أيام الأسبوع وليس (الأحد) فقط!! ولم ولن يعترضهم أحد لا رسمياً ولا شعبياً.
} على أولئك الذين يدفعون هؤلاء الساذجات الجاهلات بالدين إلى ساحات المحاكم وغيرها أن يقرأوا ويطلعوا، فإن لم يقتنعوا، فعليهم بالصمت لأنهم سيكونون في حكم (المرتدين)، إذ ينادون بارتداد المسلمين وفق شعار : (من حقي أن أعتقد ما أريد)!!
} التحية لهذا القاضي الواعي.. الحصيف “عباس الخليفة” الذي ألغم (الخواجات) حجراً، فبهتوا، ودخلوا في (حيرة) و(دهشة بالغة) يفترض أن تقودهم إلى (الإيمان) على طريقة الدكتور مصطفى محمود: (رحلتي من الشك إلى الإيمان)، وذلك بقراره الحكيم تأجيل تنفيذ الحكم إلى أكثر من (عامين)!!
} وانفض سامر مناديب المنظمات الكنسية والصهيونية ورجال مخابرات السفارات المتآمرة، وجوقة العملاء والعميلات وبعض المتمسحين مؤخراً بالفرنجة من زعماء وقادة سياسيين ودينيين تحت لافتة (حقوق الإنسان).. فخرجوا جميعاً من مولد محكمة الطبيبة المرتدة «أبرار» .. بلا (حمص)!! وفي ذات الوقت لم تتراجع المحكمة عن حكم الدين والقانون.
} يلا.. بلا لمة.. شوفوا ليكم موضوع غيرو..
} وبعد سنتين.. (يا مات البعير.. يا مات الأمير.. يا مات الفقير).. ويا تابت “أبرار”.
} سبت أخضر.
صحيفة المجهر السياسي
أ.ع