أبو هاجر: فصّة شاب النهود المرتد

شاب من شباب الزمن الحاضر، معجب بنمط العيش الحديث المتحرّر يعمل جزّاراً بمدينة “النهود” أرسل شعره ضفائر جعلها كضفائر النساء. لقيه بعض المنتسبين للدعوة فناقشه عن جعل شعره ضفائر كهيئة النساء، وأنّ هذا خلاف السنّة ويبدو أنّ ذلك كان بغلظة- فاستفزّ أسلوب الداعية الشاب الجهول فسبّ السنة وقيل سبّ النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وقام الداعية بإشهاد الحاضرين الذين تحمّسوا للشهادة.
وسيق الشاب للمحكمة. وانتدبت أسرة الشاب محامياً للدفاع، فكان غضب النّاس أشدّ علي المحامي وعلي الأسرة؛ فهاجموا بيت المحامي فما وجدوه، فقصدوا مكتبه وحين لم يعثروا عليه خرّبوا مكتبه، ورجموا المحكمة التي أجلّت القضية لغياب محامي الدفاع. وأحدثوا بها خسائر كبيرة، وفي جلسة النطق بالحكم خرجت حشود كبيرة تهتف : (الحدّ الحدّ لمن يرتد) (شعار الكيزان زمااااان قبال يبقو حكومة) .
وأقامت الشرطة حواجز علي بعد كيلو متر عن المحكمة من كلّ الجهات: وفي الجلسة بكى الشاب وأعلن الندم والتوبة وجدّد اسلامه ناطقاً بالشهادتين؛ فحكمت عليه المحكمة بالسجن نصف عام ! انتهت الفصّة الإخباريّة.
تعليق:
حكم من يسبّ النبي “صلّى الله عليه وسلّم” الإعدام شرعاً:
اتفق العلماء على أنه إذا تاب توبة نصوحا ، وندم على ما فعل ، أن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة ، فيغفر الله تعالى له .
واختلفوا في قبول توبته في الدنيا ، وسقوط القتل عنه .
فذهب مالك وأحمد إلى أنها لا تقبل ، فيقتل ولو تاب .
واستدلوا على ذلك بالسنة والنظر الصحيح.
ولكن المحنة في سلوك الداعية:
* الضفائر ليست محرّمة علي الرجال: فقد جعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم- شعره غديرتان يو فتح مكّة.
*أسلوب الإنكار الإستفزازي ضرره كبير: مطلوب السنّة في تطبيق السنّة مع أنّ الداعية هنا نفسه جاهل-
* اللجوء للمحكمة ليس من اختصاص الدعاة (دعاة لا قضاة).
والله أعلم!

أبو هاجر (د.إبراهيم جبريل آدم)

Exit mobile version