العاهل الإسباني يزور السعودية بهدف تعزيز العلاقات

[JUSTIFY]يبدأ العاهل الإسباني، خوان كارلوس، زيارة رسمية إلى السعودية لمدة ثلاثة أيام، تبدأ من غد السبت، بعد أن يصل إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.

وقال أستاذ اللغة الإسبانية في المعهد الدبلوماسي، الدكتور حمدان الشمري لـ”العربية.نت”: “إن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات السعودية الإسبانية التي وصلت في مرحلة يمكن أن نطلق عليها بأنها نموذج يحتذى به”.

وأضاف: “تعد الزيارة الثانية للملك خوان كارلوس منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، إذ سيضم الوافد المرافق للعاهل الإسباني عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين، من بينهم وزير الدفاع ووزيرة التنمية ووزير الصناعة والطاقة والسياحة ووزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون التجارة، وعدداً من كبار رجال الأعمال، من بينهم الرئيس الأعلى لمجلس الغرف التجارية والصناعية والملاحة ورؤساء الشركات العاملة في عدد من المشاريع التنموية في المملكة.
وأوضح الشمري في حديثه لـ”العربية.نت” :”إن المباحثات ستشمل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والدفاعية، كذلك سيتم التركيز على دور القطاع الخاص ورجال الأعمال في توسيع الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين”.

وأشار إلى أن تاريخ إرساء العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا يعود إلى أكثر من 60 عاما، فهي تعتبر علاقات فريدة من نوعها، فهي تمتد إلى إرث حضاري قديم يربط بين حضارتين.

وأضاف الشمري أن العلاقة بين السعودية وإسبانيا يجمعها العديد من القواسم المشتركة والمتجاوزة للمفهوم التقليدي لمعنى العلاقة لتتجاوزة إلى الصداقة، وتوثق بالزيارات المتبادلة على أعلى المستويات، لتصل إلى الشراكة الإستراتيجية شاملة كافة المجالات وباتفاقات ثنائية تشمل كل الميادين، والأهم من ذلك كله، عندما ترسخت بالمواقف المتشابهة إزاء قضايا المنطقة وقضايا العالم، وعلى الأخص قضية السلام في الشرق الأوسط التي لعبت المملكتان دورا بارزا في تذليل الصعاب التي تعترضها.
وزاد: “إسبانيا عبر مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد عام ١٩٩١، وكذلك السعودية عبر المبادرة العربية للسلام، التي وضع أساسها خادم الحرمين الشريفين، عندما كان وليا للعهد، ثم تحوّلت إلى مبادرة عربية. كما قد عقد المؤتمر العالمي للحوار بين أتباع الأديان الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين في العاصمة الإسبانية مدريد في الفترة من 16 إلى 18 يوليو 2008”.

وأكد الشمري “نرى دور إسبانيا في المنطقة وتفهمها للقضايا العربية، خصوصا في الشأن الإقليمي والشأن السوري، فكونها إحدى دول أصدقاء سوريا نرى جهد إسبانيا وسعيها لتنظيم استضافات سابقة للمعارضة السورية قبل انعقاد مؤتمرات جنيف التي يعول عليها عدد من أصدقاء سوريا في التوصل إلى حل للأزمة السورية”.

وأضاف: “أما على الصعيد الاقتصادي، وعن حجم التبادل التجاري بين البلدين، فالتبادل التجاري بين البلدين ارتفع العام الماضي ليصل لنحو 8 مليارات يورو أو ما يعادل 40 مليار ريال، كما ارتفع عدد الشركات الإسبانية العاملة في عدد من المشاريع التنموية في المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث إن نشاطها يتركز في مجالات الطاقة والتعدين والبنية التحتية والنقل والمواصلات، ومن بين هذه المشاريع مشروع القطار السريع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومشروع النقل العام في مدينة الرياض (مترو الرياض)”.

وأوضح الشمري “تدرك قيادة البلدين أن العلاقات السعودية – الإسبانية ليست علاقات تقليدية أو علاقة مصالح مشتركة فحسب، بل هي امتداد لتاريخ ضخم وليد إرث ثقافي وحضاري صلب القاعدة، حيث إن العلاقات قد تعمقت بفضل السياسة المعتدلة الحكيمة التي تنتهجها المملكة على المستوى الدولي بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده، ولي ولي العهد والمبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعاون البناء والتعامل الأخلاقي والإنساني الذي حظي بتقدير دول العالم شعوباً وقيادات”.

الرياض – العربية.نت

[/JUSTIFY]
Exit mobile version