وهاهي الجدة ربيكة ترحل عن عالم الجنوب بعد عمر يناهز الـ (120)عاماً، وذلك عندما كان عمرها (115)عاماً، أثناء مشاركتها في استفتاء تقرير المصير والذي أفضى إلى انفصال جنوب السودان.
الجدة ربيكة احتفى بها شباب الجنوب في ذات الوقت لكونها أكبر معمر جنوبي، عاشت جل عمرها تحت وطأة الفقر والتهاب الحروب، وظلت تترقب اتفاق السلام الشامل واستقرار الجنوب. واحتفلت ربيكة فى التاسع من يناير من 2011 بعودة الاستقرار إلى جنوب السودان وهي ترتدي زفاف زواجها الأخير من دولة الجنوب الحديثة، الجدة كانت حينها لا تقوى على الحديث من فرط تقدمها في العمر واكتفت حينها بعبارات بسيطة ترجمتها للإعلام ابنتها التي ترافقها مكان الحفل، حيث قالت: (أنا اليوم سعيدة بأن حفظني الـله إلى أن حضرة هذه اللحظة التاريخية في عمر الجنوب، وأن أشارك أحفادي تقرير مصيرهم، وأتمنى أن يحقق الأحفاد حلمهم وأن يكونوا موفقين في ذلك).
ويأتي الآن رحيلها بعد أن بلغ بها الكبر مبلغ النسيان ووهن منها العظم واشتعل رأسها شيبًا وهي ترحل الآن الى عالمها دون أن تعي بما يدور في بلادها من أحداث سياسية عصفت بأحلامها آنفة الذكر.
واتفق الجنوبيون الذين نصبوا للجدة خيمة عزاء في صفحاتهم الإسفيرية أمس على أن الجدة كانت رمزاً للصبر والتضحية، واحتفلت بها حكومة الجنوب في ذالك الوقت واستطاعت أن تحشد بصورتها عاطفة الجنوبيين الذين يناصرون الوحدة مع الشمال، واستطاعت صورتها التي وضع لها كرسي أمام قبر الراحل جون قرنق، أمام سوق كونج كونج بمدينة جوبا، استطاعت أن تلعب دوراً كبيراً في حشد قلوب الجنوبيين المتشوقين للانفصال.
وتحولت خيمة العزاء بين المشاركين أمس، إلى ركن نقاش غلب عليه طابع اللوم وحمل الغالبية منهم المسؤولية للنخب الجنوبية التي قالوا إنها فشلت في توحيد الجنوبيين.
واختتم وليم سايمون أحد الغاضبين على الأوضاع في الجنوب، بتعليق طريف مفاده (الجدة ربيكة إلى الأمجاد السماوية ونحن في طريقنا إليها على يد سلفا مشار).
وتجدر الإشارة إلى أن مشاركة الجدة ربيكة وجدت اهتماماً كبيراً من وسائل الإعلام الدولية التي عملت على تغطية أحداث تقرير المصير فى ذلك الوقت ومن ضمنها قناة (الجزيرة) والـ (بي بي سي).
الصيحة
أ.ع