نعم…… رفقاً بقطيعنا القومي

[ALIGN=JUSTIFY]تعقيبا على ما ورد في عمودكم «اليكم» بتاريخ8 و9 من الشهر الجاري حول قرار السيد وزير الثروة الحيوانية والخاص بتصدير إناث الإبل والسماح بتصديرها. وبحكم عملي كطبيب بيطري وأحد العاملين في مجال الثروة الحيوانية لمدة تزيد على الخمسة والعشرين عاما، حتى ولو كان معظمها خارج الوطن، كمواطن سوداني يهمه امر هذا البلد المعطاء، اود ان اضيف ان تصدير إناث الحيوانات لدولة تعتمد على الثروة الحيوانية كركيزة من ركائز اقتصادها بل وتعتبره القطاع الاكبر والاهم في تكوينها الاقتصادي فان قرارا كهذا يعتبر كارثة على الاقتصاد القومي. وكلي امل في ان يراجع السيد وزير الثروة الحيوانية القرار وان يراجعه بتأنٍ وروية واضعا نصب عينيه المصلحة القومية العليا. ان تصدير إناث الإبل وحسب ما جاء في القرار . يفتح الباب على مصراعيه كما ذكرت اخي الطاهر للتصدير بدون ادراك ومعرفة للخطورة التي يترتب عليها ان تخلينا عن إناث حيواناتنا وتصديرها الي الخارج كأننا نصدر ثروتنا بكاملها الي خارج الحدود واخاف ان استمرت قرارات تصدير الإناث لكل حيواناتنا ان نصبح في يوم من الايام من المستوردين بعد ان كنا من اكبر المنتجين والمصدرين. ان السماح بتصدير الإناث ومهما وضعت له الضوابط فهو خطير جدا فلا نربأ بانفسنا من التجاوزات التي قد تحطم كل حدود القيود الموضوعة لتصدير الإناث وقفل الباب كلية امام تصدير الإناث يكفينا شر تلك التجاوزات والتي قد تصبح مقننة بصورة او باخرى . حتى ولو سمحوا بتصدير الإناث كبيرة السن والتي اصبحت غير منتجة . سدا للثغرات ، الاحرى بنا ان نصدرها كلحوم للدول التي فعلا تستوردها بقصد الاستفادة من لحومها.وهذا يتطلب منا التطور في مجال صناعة اللحوم والاهتمام بها وبتطوير وتصنيع كل المنتجات الحيوانية الاخرى.كنت اتمنى ان تعمل وزارة الثروة الحيوانية على الحفاظ على الإناث وعلى الإبل من الانقراض بان تطور مجال ابحاث الإبل وكيفية زيادة خصوبة الإناث وتحسين النوعية بتهجين الانواع المختلفة من الإبل في السودان بقصد الحصول على نوعية عالية الجودة بدلا من الخلاص منها والسماح بتصديرها خارج الوطن.
انني لا اقف عند اشكالية تصدير إناث الإبل ، بل ان كل ثروتنا الحيوانية تعاني من مشاكل كثيرة ويكفينا ان نسمع كل يوم عن مرض معدي يفتك بها وقد يتخطاها للفتك بالمواطنين، وللأسف الشديد يتخبط المسؤولون في الاعتراف بالمرض هروبا من المسؤولية والمساءلة ان وجدت .ناهيك عن البدء في العمل لدرء خطره ومقاومته ومحاصرته، ان ثروة كهذه لاتحتمل حسابات غير تلك التي تؤدي الي المحافظة عليها وتنميتها والنهوض بها.
ولا يفوتني الا ان اغشى حيواناتنا البرية شفقة عليها مما تتعرض له من فتك وتقتيل وتهجير إناث الحيوانات البرية. تشد الرحال من شرق بحر القلزم بمواكب السيارات وكل ادوات الفتك فيعمل الباحثون عن متعة الصيد تقتيلا في حيواناتنا البرية وتحت حراسة الدولة، وهذا اخي الطاهر خطر اخر نحن غافلون عنه او متغافلون لست ادري!
ولكم تحياتي
د.عادل الصادق المكي
إليكم – الصحافة -الثلاثاء 10 /6/ 2008م،العدد 5379
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]
Exit mobile version