كان لابد من هذه المقدمة لأنني بصدد سرقة «عمود» صحفي بالكامل كتبه الراشد في الشرق الأوسط في الرابع من مايو الجاري (2013)، جاء فيه ان السلطات السعودية ضبطت أختاما وشهادات وأقراص سي. دي. ووثائق، خلال مداهمة معمل متكامل العدة والعتاد التكنولوجي لتزوير الشهادات الجامعية المحلية والأجنبية، مختومة وموثقة (بالتزوير أيضا)، وكان بين المضبوطات 16 ألف شهادة مزورة لجميع المراحل التعليمية جاهزة للتوزيع والتسليم، وينقل الراشد عن صحيفة دايلي تلغراف البريطانية أنها اكتشفت أن 15 ألف مهندس بريطاني بالأوانطة يعملون في السعودية!! يعني 15 ألف بلطجي لم يدرسوا الهندسة حصلوا على عقود عمل كمهندسين في السعودية، ثم يتساءل: يا ترى كم طبيبا ومهندسا «مزيفا» يعملون في بلداننا؟ ويورد حكاية تقشعر لها الأبدان، ففي دبي كمشوا وقفشوا جراح تجميل منتحلا اسم وشهادات جراح مشهور في هذا المجال بينما هو لا يحمل حتى شهادة تحمير بطاطس.
ويواصل الراشد تقليب المواجع ويذكرنا بأن الطامة ليس فقط في كون أن أشخاصا منا وفينا وأجانب يعملون في بلداننا بشهادات مزورة، ولكن أيضا في كون أن هناك أشخاصا يحملون شهادات عالية حقيقية يشغلون مناصب «أكبر» من قدراتهم المهنية والذهنية والإدارية، ثم يشير إلى أن بريطانيا أدركت أن بعض الأطباء الحقيقيين يرتدون إلى الأمية المهنية، لأنهم يقفلون باب الاجتهاد أمام أنفسهم بمجرد حصولهم على الشهادات الجامعية وتراخيص مزاولة المهنة، فقررت من ثم إجراء اختبارات دورية للأطباء لمعرفة من هو المواكب للمستجدات في دنيا الطب ومن هو الذي «فرمل» وتوقف عند آخر درس تلقاه في كلية الطب.
وكما أشار الراشد فإن التزوير في العصر الراهن صار سهلا لتوفر التقنيات المتقدمة لممارسته، ولكنني موقن بأننا سنظل ضحايا الاستكراد والاستعباط من حاملي الشهادات المزورة الأجانب لأننا ضعفاء أمام العيون الزرق والخضر والبشرة الفاتحة.. أنت خواجة إذاً أنت خبير جهبذ.. ويقدم شخص يسمى جعفر عباس سيرة ذاتية تفيد أنه عمل في مختلف وسائل الإعلام 32 عاما لمؤسسة إعلامية عربية تعلن عن وظائف شاغرة، فينظر مسؤول التوظيف في المؤسسة للطلب: جعفر.. وسوداني؟ يعني أسود؟ والله مسخرة!! ثم يتم تقديم نفس السيرة باسم جيفري أبوس، فيأتي اتصال هاتفي سريع: مرهبا مستر جيفري إن شاالله أنت يارف شوية أرابيك؟
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]