فى رسالة الدكتوراه والتى كان يتناول فيها “أزمة إقليم دارفوا وتقسيم السودان” يقول “كورن” إن المعرفة الجيدة والعميقة بالبنية الاجتماعية والقبلية بالسودان والصراعات الداخلية والثقافة مكنتنى لكى يتم اختيارى سفيراً لإسرائيل بجنوب السودان وتم ذلك فى يناير 2012.
وأكد “كورن” أنه تم اختيار الرجل المناسب فى التوقيت المناسب للبلد المناسب، حيث إنه أول سفير لتل أبيب بجنوب السودان التى أعلنت انشقاقهما فى 9يوليو 2011، ولم يكن هذا الاختيار محض الصدفة وإنما من خلال المعرفة العميقة للشأن السودانى.
وأشار “كورن” إلى أن الحرب الأهلية فى السودان ظهرت على السطح منذ 55 عاما وخلفت أكثر من2 مليون قتيل، وكانت إسرائيل الدولة الوحيدة التى ساهمت فى تقسيم الدولة، وطالبت بضرورة تقسيمها إلى دولتين وأن تكون مسمى الدولة الجديد جنوب السودان.
وتابع “كورن” أن الجيش الإسرائيلى دعم ومول جنوب السودان منذ عام 1966 لصد هجمات الشمال، موضحا أن أهالى الجنوب لازالوا يعترفون بهذا الجميل حتى الآن، حتى أنهم يرفعون أعلام إسرائيل فى اليوم الذى تحتفل فيه إسرائيل بإقامتها عام 1948.
وأكد “كورن” أن وجوده كسفير لدى جوبا رسخ فكرة أن الدولتين يواجهان نفس التحديات والمشكلات، وأن جنوب السودان هى الظهير الأفريقى لدولة إسرائيل التى تسعى من أجل تنميتها وتطويرها.
وأشار”كورن” إلى أن إسرائيل تتعاون مع جوبا فى مجالات الزراعة والاستثمار والطب، مؤكداً أن تل أبيب تعتبر تعاونها مع جنوب السودان إستراتيجية دبلوماسيها.
وأضاف “كورن” أن تل أبيب ساهمت فى بناء مستشفى طبى على أعلى مستوى بجنوب شرق البلاد، بالإضافة إلى إرسال وفد طبى على أعلى مستوى يتضمن متخصصين وخبراء من أجل تطوير المجال الطبى بها.
وأوضح “كورن” أن العلاقات مع جنوب السودان تمثل أهمية قصوى منها أن جوبا غنية بالنفط، وأن 7% من دخل الصين السنوى من النفط الجنوب سودانى، وأثبتت الدراسات أن إنتاجها من النفط يكفى لمدة 50 عاما مقبلة.
وأشار إلى أن هناك صراعا بين تركيا وإسرائيل حول الاستفادة من أفريقيا ونفطها، حيث خلال العقد الحالى تزيد أنقرة من استثماراتها بشكل كبير فى القارة السمراء، وخاصة فى السودان والقرن الأفريقى وهو ما يمثل تحديا كبيراً للدبلوماسية الإسرائيلية.
وقال إن أهم إنجاز قام به خلال عمله كسفير هو التوقيع على مذكرة تفاهم بين تل أبيب وجوبا حول المياه، وتم توقيعها بواسطة وزير المياه الجنوب أفريقى ووزير المياه والطاقة الإسرائيلى السابق عوزى لندئى، والتى تمهد الطريق مستقبلا على الاستفادة من مياه النيل.
كتب هاشم الفخرانى- اليوم السابع