فصرخ من بداخل السيارة وخاصة من النسوة اللائي يصطحبنهم ، ودخلوا في نوبة بكاء ، وهم على مقربة من المشفى ، ومن فرط الصدمة نزل الجميع مسرعين دون أن ينتبه أحدهما لسداد الأجرة المتفق عليها ( 70 ) جنيه ، قدر صاحب الأمجاد ظرفهم وإحتسب أجره إلى الله وأدار محرك سيارته وإنطلق ،
وبعد عدة أيام يصادف أن يستوقفه أشخاص لمشوار ذهاباً وإياباً لأداء واجب عزاء بضاحية سوبا بالخرطوم ، وخلال إنتظاره لهم خارج المنزل ، يفاجأ أحدهم بنفس سيارة الأجرة التي نسوا أن يعطوا صاحبها أجرة المشوار تقف أمام الباب ، فيصافحونه معتذرين وأصروا عليه بإستلام أجرة مشوارهم وزيادة . مما جعل السائق في حيّرة من هذه الصدفة العجيبة التي سخرها الله لتقضي رزقاً مقدراً له رغم تنازله عنه .
العيسابي ـ سوداناس