** عفوا .. قبل هذا ، أعيد الي ذاكرتكم تظلم وزير التجارة الخارجية قبل شهرين تقريبا ، حيث ظل يشكو حال وزارته لطوب الأرض بعبارته الشهيرة : وزارتي شلعوها .. وذلك في إشارة واضحة بأن سيادته وزير بلا سلطات ، حيث تسربت من وزارته كل المؤسسات ذات الصلة بحركة التجارة الخارجية ، كالمواصفات والمقاييس وغيرها ، وصار سيادته وزيرا بلا وزارة .. يعني زول ساى ..أو هكذا ظل يشكو للصحف .. ثم صمت فجأة .. والي اليوم لم يعد يسترد تلك السلطات التي ..( شلعوها ) ..!!
** واليوم يأتي وزير آخر بتظلم آخر .. يتظلم للصحف أيضا .. وزير الاستثمار .. حيث يقول سيادته نصا : وزارتي عاطلة ..هكذا جاء نص التظلم في صحف الأمس .. و لو سيادته أحسن التعبير لقال : أنا عاطل .. ولكنه اكتفى بتحميل الوزارة مسؤولية العطالة ، ولا أدرى إن كان يقصد بالوزارة القوانين واللوائح أم المباني والشخوص .. وبما أنه لم يحدد نحلل ونتكهن ونصل للنتيجة التي تؤكد بأن كل الوزارة ، بكل ما ومن فيها ..(عاطلة ) .. !!
** قبل كشف أسباب العطالة ، نستمع لجوهر حديث الوزير .. يقول سيادته : هناك وزارات أخرى تتدخل في اختصاص عمل وزارتي ، وهناك جهات حكومية تنظم ملتقيات استثمارية خارج السودان دون علم وزارتي .. أها وبعدين ..؟.. وكأنه توقع هذا السؤال ، قال سيادته : مثل هذا الأمر سيضر بالاستثمار مستقبلا ..هكذا يشكو ويحذر .. يشكو للصحف ، ربما ليحذر قارئها ..ولأن الصحف ليست برلمانا مناط به توفيق أوضاع القوانين واللوائح بحيث لا تتدخل الوزارات الأخرى في اختصاص عمل وزارة التجارة الخارجية ، لذلك نسأل السيد الوزير سؤالا بريئا فحواه : لماذا لم تقدم عرضحالك هذا – منذ يوم أداء القسم والي يومنا هذا – إلي البرلمان ..؟.. وكذلك لأن القارئ الذي يحذره الوزير من ضرر الاستثمار مستقبلا ليس رئيسا ولا نائبا أول ولا نائبا لمجلس الوزراء ، لذلك نسأل السيد الوزير سؤالا أخر فحواه : لماذا لم تكتب لمجلس وزرائكم المؤقر تقريرا يتضمن تحذيرك ليناقشك فيه ثم يصدر قرارا يمكنك من ممارسة سلطاتك ويخرج وزارتك من ( حوش العطالة ) ..؟… دع عنك البرلمان ومجلس الوزراء ، لماذا لم تحدثك نفسك بتقديم استقالة ، ولو من باب رفض استلام الأجر بلا عمل ..؟؟
** للأسف .. عام وآخر ثم ثالث .. البرلمان على مرمى حجر منه ومجلس الوزراء قاب قوسين أو أدنى منه وورق للزوم الاستقالة فوق مكتبه ..ومع ذلك جاءنا اليوم بالبيان التالي : وزارتي عاطلة .. آسف سيدي الوزير ، لا تظلم وزارتك فهي ليست عاطلة ولكن إرادتك في نزع سلطاتك الدستورية هى العاجزة .. فكن كما أنت ، أوكما ارتضيت لنفسك وسلطاتك عاما وآخر وثالث .. عفوا .. هل تصرف راتبك فى موعده ..؟.. إن لم يكن كذلك ، لانمانع في منحك ..(مساحة عرضحال ) ..!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 13/01/2009 .العدد 5583
[/ALIGN]