٭ الأزمة الصدرية: هو مرض صدري مزمن تصاب به الرئتان، حيث تضيق فيهما المجاري الهوائية التي تحمل الهواء من وإلى الرئة، وبالتالي يصعب التنفس، حيث أن مجاري الهواء في الشخص المصاب بالربو تكون شديدة الحساسية لعوامل معينة تسمى المهيجات، وعند اثارتها بهذه المهيجات تلتهب مجاري الهواء وتنتفخ ويزداد افرازها للمخاط وتنقبض عضلاتها، ويؤدي ذلك إلى إعاقة التدفق العادي للهواء، وهذا ما يسمى بنوبة الربو.. و«يستخدم الشخص الذي يصاب بالنوبة عضلات بدرجة أكبر لكي يساعده في التنفس». ويمكن أن يتكرر حدوث النوبة خلال ساعات بعد حدوث النوبة الأولى على الرغم من أن سبب الربو ما زال غامضاً، إلا أن هناك أسباباً عديدة أو مهيجات لحدوث الأزمة.
٭ حسناً.. ما هي المهيجات.. وهل أثرها متساوي على كل الناس؟
– الهواء الذي نتنفسه يحمل معه الكثير من الأجسام الدقيقة كالغبار، وتأثير هذه الأجسام على الشخص العادي ينعدم اذا استنشقه خلال عملية التنفس، الا أن مرضى الربو وبسبب زيادة تحسس الرئتين لديهم فإن هذه الأجسام تثير شعبهم الهوائية وتؤدي بالتالي إلى تهيجها وضيقها.
ومن أمثلة هذه المهيجات الشائعة لدينا:
هذه المهيجات تتفاوت بين المصابين بالربو، ولذلك من الضروري معرفة العوامل التي تحدث النوبة بالضبط.
٭ العوامل المثيرة للحساسية:
– ريش أو شعر الحيوان، الغبار الذي يوجد ايضاً في السجاد والمكيفات والنوافذ التي لا تنظف دورياً، الأطعمة مثل الفول السوداني والسمك والبيض.
٭ المثيرات في الهواء: دخان التبغ من السجائر أو الغليون أو الشيشة، دخان السيارات ومداخن المصانع والعطور النفاذة.
٭ الطقس: الهواء البارد والجاف والرطوبة العالية والتغيرات المفاجئة في الطقس، الرياح والأمطار تعمل على نمو الفطر واللقاح وايضاً الأبخرة والبخاخات من منتجات التنظيف.
٭ المرض: الالتهابات الفيروسية مثل الرشح والأنفلونزا والتهاب الحلق والجيوب الأنفية تعتبر من المهيجات الشائعة للربو عند الأطفال خاصة.
٭ التمارين الرياضية: هي مهيجات شائعة للربو وخاصة بعد التمارين العنيفة وخاصة الجري لمسافات طويلة وكرة القدم.
٭ التغيرات العاطفية والانفعالات النفسية: يمكن ان تتسبب في أعراض الربو مثل البكاء والخوف والصراخ.
٭ بعض العقاقير مثل الإسبرين، بعض العقاقير التي تعالج «ضغط الدم، الصداع النصفي، والمياه الزرقاء.. الخ».
٭ بعض العوامل البيئية: خاصة دول الخليج العربي، حيث تلعب عوامل الرطوبة واستعمال المكيفات دوراً كبيراً في حدوث النوبات، وكذلك وجود بعض الحشرات مثل الفراش المنزلي «العث» حيث يتواجد في الوسادة «المخدة» أو السجاد والموكيت، كذلك تربية الحيوانات ذات الفراء كالكلاب والقطط.
٭ سؤال يتبادر للذهن: ماذا يحدث من التغيرات المرضية التي تحدث أثناء نوبة الربو وبعد تعرضك للمهيجات؟
– ضيق بالشعب الهوائية نتيجة لتقلص العضلات الملساء المحيطة لها.. إفراز مخاط ثخين ولزج، إحتقان والتهاب بجدار الشعيبات والممرات الهوائية.
٭ ما هي أنواع الربو وكيف يصنف؟
1. ربو خارجي المنشأ «يثار من الحساسية»:
– أكثر انتشاراً بين الأطفال والمراهقين وعادة يختفي مع الزمن ومع إختفاء العوامل المثيرة للحساسية، فعندما يتعرض المصاب بالربو للمرة الأولى للعوامل المثيرة للحساسية، ينتج جهاز المناعة كميات غير عادية من الأجسام المضادة وتسمى «الامينو قلوبيولين E» وهو الجسم المضاد الذي يسبب أعراض الحساسية وتتراكم هذه الخلايا في الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي وعند التعرض الثاني للعوامل المثيرة للحساسية يتم إطلاق الهيستامين والوسائط الكيميائية الإلتهابية التي تؤدي إلى ابتعاث المزيد من المخاط في الشعب الهوائية، وتؤدي إلى تشنجها، ويتميز هذا النوع بوجود تاريخ وراثي للحساسية في العائلة، ومظاهر أخرى للحساسية مثل حساسية الأنف والعين والجلد.
2. ربو داخلي المنشأ.. لا يثار بالحساسية:
– يحدث عادة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن «3» سنوات وعند البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 03 عاماً.
– والسبب الأساسي قد يكون الإلتهابات التنفسية الفيروسية أو العوامل المثيرة للحساسية أو التمارين الرياضية أو الهواء البارد، إلى غير ذلك من العوامل الأخرى، وايضاً يطلق فيها وسائط كيميائية مما يؤدي إلى حدوث نوبة الربو، وهذا النوع لا يحدث فيه تاريخ وراثي للحساسية في العائلة وغير مصحوب بمظاهر حساسية أخرى.
٭ هناك تقسيم للربو على حسب الأسباب وهي:
– الربو المهني: كما في ربو عمال معامل الغزل والنسيج وعمال الأسمنت وزارعي القطن، وهنا لتحدث الإصابة لابد من وجود استعداد وراثي لها.
– الربو التحسسي: نتيجة لتعرض المريض للغبار والعث المنزلي.
– أمراض الطرق التنفسية المتكررة: مثل التهاب اللوزتين.
– الربو الدوائي: الذي يثار بالاسبرين ومشتقاته.
– الربو بعد التمارين الرياضية وخاصة عند الأطفال.
– ربو تغيرات العوامل الجوية.
– ربو سن اليأس عند النساء عند الخمسين.
٭ ما هي أشكال الربو وما هي أعراضه بصورة عامة؟
1. هناك هجمة الربو العادية:
– قد تأتي في منتصف الليل أو في الصباح الباكر، غالباً تبدأ بتسرع التنفس بصوت مسموع، ثم يستيقظ المريض من النوم وهو في حالة ضيق نفس واختناق شديد وأزيز، فيحاول المريض أن يأخذ الوضعيات المريحة له بالجلوس في الفراش أو الركوض لفتح الشباك أو الباب ويستنشق الهواء وبعد فترة بسيطة يبدأ بالسعال وإخراج البلغم ويشعر بالراحة تدريجياً بعد إخراجه، ثم بعد ذلك تزول النوبة أو تزول بعد إستعمال الدواء، ويعود المريض للنوم وفي حال عدم إستعمال العلاج تصبح النوبات بشكل يومي ومتقاربة.
2. ربو الجنسين: يكون في بدايته مصحوباً بضيق في التنفس وسعال شديد يصاحبان المريض ولا يفارقانه.
3. الربو الطفيلي: مثل هجمة الربو العادية وغالباً ما تزول الأعراض في سن المدرسة.
4. الحالة الربوية: هي عبارة عن هجمة ربو تستمر لاكثر من 6 ساعات وتبدأ تظهر على المريض الزرقة في لون الشفاه والجسم بالإضافة لغياب الوعي وهي حالة خطرة تصادف عند الأطفال والبالغين، وقد تؤدي لموت المريض ويجب أن تعالج في المستشفى حالاً وبأسرع وقت.
٭ ما هي أعراض الربو؟
– تختلف من شكل لآخر، وتختلف كذلك في حدتها وتشتمل:
– سعال، أزيز «صوت صفير أثناء الزفير»، صعوبة في التنفس، إنقباض في الصدر، زيادة في إفراز المخاط واتساع حواف فتحتيَّ الأنف.
٭ هناك علامات أولى قد تحدث لمريض الربو قبل حدوث الأعراض كإنذار ليأخذ حذره منها:
1. سعال مستمر لا يتوقف خاصة أثناء الليل.
2. ضيق شديد أو بسيط في التنفس.
3. الشعور بارهاق أثناء الرياضة ووجود الأزيز.
4. الشعور بأعراض نزلة برد، إلتهاب الجهاز التنفسي العلوي «العطس» سيلان الأنف وسعال.
5. الأرق في بعض الأحيان.
٭ معلومة: الأزيز هو صوت يحدث عندما يمر الهواء في المجاري التنفسية الضيقة بفعل الانتفاخ والمخاط والتقلص الشُعَبِّي، وهو دلالة على صعوبة التنفس، أما اذا تطورت حدة النوبة، قد يختفي الأزيز وهي حالة خطيرة للغاية بعكس ما يعتقد «أي الهواء لا يتحرك داخل أو خارج الرئتين».
٭ تشخيص الربو: هناك العديد من الطرق التشخيصية، ولكن أولاً يقوم الطبيب بالكشف على المريض كاملاً ومعرفة الأعراض والتاريخ الطبي وتاريخ الربو في العائلة.
– عمل صورة أشعة سينية لتوضيح حالة الرئة، عمل فحص لوظائف الرئة، عمل اختبار لنسبة الغازات في الدم، إختبار سرعة أو تدفق الهواء عند عملية الزفير، إختبارات لمعرفة الحساسية «إختبارات الجلد» بالإضافة لإختبار الدم والتفاف.
– قد يحتاج التشخيص النهائي لواحدة أو أكثر من هذه الإختبارات على حسب ما يراه الطبيب المعالج.
٭ حسناً.. لماذا نهدف
لعلاج الربو المبكر؟
– هذه لعدة إعتبارات منها:
1. التخلص من أعراض الربو ليلاً ونهاراً.
2. عدم تطور الحالة لتصبح حالة حرجة تحتاج للإسعاف.
3. عدم إعاقة نشاطك اليومي.
4. التخلص من إستعمال بعض الأدوية الموسعة للشعب بشكلٍ متكرر.
٭ كيف يعالج الربو عند البالغين أو كبار السن:
– هنا في الربو يمكننا القول بأن الوقاية خير من العلاج، وعلى الرغم من ان علاج الربو مستمر منذ زمن طويل. الا ان الشفاء منه ما يزال بعيد المنال، فعلى الشخص المصاب بالربو أن يتعرف على الظروف التي تثير نوبة الربو ويتجنبها ما أمكن ذلك، مثل عدم تناول الاسبرين أو أخذ أدوية من غير استشارة الطبيب وتجنب الهواء البارد وعدم التدخين والابتعاد عن الغبار وتجنب الانفعالات النفسية وإلى ذلك من المهيجات السالفة الذكر، بالإضافة لعلاج الحالة الإلتهابية في الشعب الهوائية بإعطاء المضاد الحيوي المناسب.
٭ الأدوية: أهم طريقة لاعطاء أدوية الربو عن طريق الاستنشاق والبخاخات بأنواعها المختلفة لانه يعمل على توصيل الدواء بشكل مباشر للرئتين.
– تكمن معظم مشاكل البخاخات في عدم الاستخدام الصحيح من قبل المريض، فمعظم المرضى لا يعرفون الطريقة المثلى التي تعطي الجرعة كاملة للرئتين، وبالرغم من ذلك لا يسألون الأطباء أو الصيادلة على الطريقة المثلى لاستخدام البخاخات ومن أهم الأدوية:
1. موسعات الشعب الهوائية: مثل الفنتولين «سالبيوتامول» ويوجد على شكل أقراص بتراكيز مختلفة، وعلى شكل بخاخ وكذلك رزاز، والموسعات تعمل على ازالة هجمة الربو مؤقتاً ولكنها لا تستخدم في الوقاية لمدة طويلة.
2. مشتقات الكورتيزون «العلاج الوقائي»:
وتوجد في شكل بخاخات، اقراص، محاليل وريدية واستخدام الكوريتزون عن طريق البخاخ لا يؤدي لحدوث الأضرار المعروفة للكوريتزون، ومضاد الكوريتزون محدودة جداً ونادرة الحدوث وهي حدوث بحة في الصوت وبعض الالتهابات الفطرية في الفم والتي يمكن تجنبها بمضمضة الفم وغسله بالماء بعد كل إستعمال لبخاخ الكريتزون.
– أما أقراص «الكوريتزون» والمحاليل الوريدية منه تستعمل فقط في الأزمات الحادة والحالات المتقدمة فقط بواسطة الطبيب المعالج.
– هناك عدة أنواع من موسعات الشعب الهوائية. كما ان البخاخات توجد في أنواع عديدة، منها آحادية الجرعة وذات الأقراص.. الخ.
– هناك مقولة شائعة عند معظم المرضى المصابين بالربو وهي «أنهم لا يريدون استعمال البخاخ حتى لا يتعودوا عليها لأنها خطرة وتؤدي إلى مرض القلب، وأنها وصمة للمريض». هذا إعتقاد خاطيء تماماً لأن تركيز المواد المعالجة سواء كانت وقائية أو موسعة في البخاخ توجد بتراكيز لا تذكر. كما أنها تعمل على الرئتين فقط ولا تستمر في الدم، لذا فهي مفيدة أكثر».
– الربو مرض يمكن التكيف معه اذا اتبعت الطرق الصحيحة في الوقاية والعلاج، لذا أهم خطوة في العلاج هي إستخدام البخاخ الواقي بشكل منتظم بالجرعة المطلوبة، أما البخاخ الموسع يمكن أن يستخدم عند حدوث أعراض الربو، وإذا لم يستخدم البخاخ بطريقة سليمة، فإن الفائدة المرجوة منه تكون محدودة.
– يجب مراجعة الطبيب من فترة لأخرى لعمل الكشف وتقدير الحالة العامة.
– يمكن لمريض الربو ممارسة الرياضة وخاصة السباحة ولكن يجب إستخدام البخاخ الموسع للشعب الهوائية بـ«ربع ساعة» قبل الرياضة.
– يمكن استخدام البخاخات في حالة الحمل والرضاعة.
٭ ملحوظة: مما سبق ذكره في الحالة العادية لمريض الربو، ولكن قد تسوء الحالة بنوبة الربو الحادة وعلاجها يحتاج لنقل المريض للمستشفى سريعاً ويعطي أوكسجين «نيبيولايزر» يحتوي على مادة موسعة للشعب، ومحاليل وريدية من كوريتزون ومضادات حيوية، وقد تسوء الحالة إلى أن تصل إلى التنفس الصناعي، وبذلك تكون الرئتان فقدت وظيفتهما تماماً.
٭ الطريقة المثلى لاستخدام البخاخ:
– الجميع يعلم ان البخاخات لها أشكالاً عدة منها أشكال اسطوانات وأقراص وغيرها ولكن طريقة الإستعمال لمعظمها تكون بالكيفية التالية مع أن هنالك بعض البخاخات تحتاج لطريقة خاصة يتم شرحها بواسطة الطبيب المعالج أو الصيدلاني:
1. قم بتجهيز البخاخ ورجه جيداً نحو الأعلى والأسفل.
2. قم بعملية زفير قوي «اخراج الهواء من الرئتين».
3. ضع البخاخ في الفم مع اطباق الشفتين عليه جيداً مع إمالة الرأس قليلاً للخلف.
4. أضغط على جهاز البخاخ ليدخل الدواء إلى الفم.
5. القيام بشهيق عميق وبهدوء مع القيام بحبس النفس في نهاية هذا الشهيق.
6. القيام بحبس الأنفاس لثوانٍ «أحسب حتى العدد 01».
7. إذا كان الدواء من مشتقات الكوريتزون يجب غسل الفم بعد الجرعة.
ومتعكم الله بالصحة والعافية
صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة
[email]lalasalih@ymail.com[/email]