في حلقة الإثنين الماضي من برنامج حتى تكتمل الصورة والتي كانت مخصصة للمد الشيعي في السودان قال الدكتور عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي إن الشيعة تقف خلف مذهبهم دولة الإشارة لإيران بينما السنة لديهم دول لاتدعم مذهبهم وإنهم كشيعة رغم اختلافهم يتحركون متفقين بينما الخلاف طابع أهل السنة وإن لديهم أئمة وملالي يأخذون الخمس بينما في الجانب الآخر علماء يأخذون الترمس وإن هناك إعلام موجه يخدم الشيعة بينما هنا إعلام يهدم السنة، ثم خلص سيادته إلى المطالبة بخطة استراتيجية لمواجهة الخطر الشيعي، خطة قومية وخطة قطرية، ثم دلف إلى السودان قائلاً إن إيران تريد أن تحول الإعجاب بالثورة التي اندلعت فيها ضد الاستكبار الأمريكي إلى إعجاب بالمذهب الشيعي فانشأوا المراكز الثقافية والمنابر الإعلامية واستغلوا المناسبات الدينية. وطالب عصام وزارة الإرشاد والأوقاف بإغلاق الحسينيات لأنها قامت بدون سند قانوني أو فكري، وطالب وزارة التربية والتعليم بإغلاق المدارس الخاصة التي يدرس فيها الفكر الشيعي حيث يسب الصحابة لا بل محاسبة من وضع منهجها وذكر بالاسم مدارس فاطمة الزهراء.
على حسب الأستاذ الطاهر التوم صاحب البرنامج إن ماقاله شيخ عصام أعلاه كان في مؤتمر لأنصار السنة جناح أبوزيد في ذات الموضوع. أما الدكتور عبد الرحيم عمر محيي الدين الذي كان من ضيوف الحلقة، وصف صدر كلام عصام بأنه للاستهلاك السياسي وموجه لجهة خارجية أما عجز كلامه فإنه يتفق معه في محاصرة المد الشيعي في السودان ولكنه عبد الرحيم أضاف أن إقامة الحسينيات أمر يسنده الدستور الذي أعطى الحق لأي سوداني أن يعتنق من الأفكار ما يشاء. الأستاذ يوسف حامد وكيل وزارة الإرشاد الذي تداخل تلفونياً على الحلقة وصف كلام شيخ عصام بأنه غير موفق شكلاً ومضموناً فمن حيث الشكل ليس لوزارة الإرشاد سلطة إغلاق الحسينيات فهذه سلطة ولائية ومن حيث المضمون قال يوسف- إن الحوار هو الوسيلة الأحق بالاتباع لمناهضة الفكر الشيعي كما حدث عندما كان عصام وزيراً للإرشاد 2002 ولاداعي لاستخدام عصا السلطة لإغلاق الحسينيات فلو حدث منها تجاوز فهناك السلطات الأمنية والقضائية ونفى أن يكون هناك مد شيعي في السودان وقلل كثيراً من عددهم وقال إنه لن يصل إلى 1% خلاصة قوله إن الأمر لايستحق هذه التعبئة والخطب النارية وقومة النفس
قبل أسبوعين تقريباً استمعت مباشرة لخطبة من الشيخ عصام بقاعة الصداقة في افتتاحية مؤتمر عن تحديات الإسلام في إفريقيا يدعو فيها للوسطية وعدم التطرف والتقريب بين أهل المذاهب الإسلامية، وقال إنهم كمنبر للوسطية اتفقوا مع أئمة الشيعة على وقف التنابذ وعدم التبشير بمذهب في أرض مذهب آخر وأن يستمر التحاور بالتي أحسن بين جميع مذاهب وطوائف المسلمين لذلك أجد نفسي مستغرباً في تحريضه ضد شيعة السودان وبهذه الطريقة المتطرفة هذا إذا كان في السودان شيعة.وفي تقديري أن الهجمة على الشيعة التي اشتدت هذه الأيام فهناك أكثر من خطيب في الخرطوم سار على نهج شيخ عصام سببه بعض التطورات السياسية في المنطقة فالحرب على سوريا قد اقتربت لأن الكلام عن استخدام الأسد للسلاح الكيميائي قد شاع والحرب على سوريا تعني جزئياً أو ربما كلياً الحرب على إيران . على دولة السودان أن تتخذ الموقف الذي تراه مناسباً في تلك الحرب المتوقعة نسأل الله أن لا تقع – ولكن استغلال الدين بتلك الصورة لا مكان له من الإعراب اللهم إلا إذا كانت على رؤوسنا قنابير..
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]