/
** معالم القضية (واضحة جداً).. ينظم إتحادات الإذاعات العربية – وليس إتحاد الفضائيات العربية – مهرجاناً غنائياً بتونس، يشارك فيه الشباب بأعمال غنائية ، فتختار اللجنة الأعمال الفائزة.. ومن الشروط، أن يكون النص فصيحاً واللحن حديثاً وألا يتجاوز عمر الفنان ( 35 عاماً) ..شروط واضحة وليست بحاجة إلى شرح وتأويل .. ولأن اتحاد الإذاعات العربية هو الجهة المنظمة للمهرجان، خاطب إذاعة السودان بإختيار ممثل السودان، فطرحت إذاعة السودان تلك الشروط على الشباب عبر أثيرها ولوحة إتحاد الفنانين .. فتقدم أحد عشر مطرباً شاباً بأعمالهم، فاختارت اللجنة الفنية الفنان الشاب محمد حسن ليؤدي رائعة سيف الدين الدسوقي (زمن الأفراح الوردية)، والتي لحنها الموسيقار الشافعي شيخ إدريس .. وأخطروه بالإختيار، ويجب أن يغادر إلى تونس ..!!
** ولكن، للأستاذ يس إبراهيم، مدير إدارة المنوعات والموسيقى بالتلفزيون، رأي آخر.. فأجأ يس ابراهيم الإذاعة ولجنتها – بل والسودان أيضاً- عندما أرسل إحدى أغاني الفنان عاصم البنا إلى تونس، بحيث يكون عاصم البنا ممثلا للسودان وليس محمد حسن..هذا تجاوز صريح لشروط المشاركة وهضم لحقوق الفنان محمد حسن..التلفزيون ليس هو الجهة المكلفة باختيار ممثل السودان، فالمهرجان ينظمه إتحاد ( الإذاعات العربية)، وليس (الفضائيات العربية).. ثم إختارت اذاعة السودان ممثل السودان حسب شروط الجهة المنظمة..والتلفزيون، رغم انه لايملك حق الاختيار، لم يطرح مسابقة المشاركة وشروطها للشباب، بل إختار عاصم البنا بلامنافس وبلا لجان فنية..فلندع الأسماء والأغاني وغيرها من التفاصيل، و نسأل يس إبراهيم بوضوح : من نافس البنا في مسابقة المشاركة؟، وأين ومتى وكيف أعلن التلفزيون شروط المشاركة؟، وهل عاصم البنا مستوفي كل الشروط، بما فيها( شرط العمر) ..؟؟
** للأسف، كما أدخل السودان في مأزق أخلاقي، أدخل يس إبراهيم أهل الفن والثقافة في حرج .. على سبيل المثال، يعلق الموسيقار الماحي سليمان، على الحدث قائلاً بالنص الدبلوماسي المهذب : ( يجب حل الخلاف على نطاق ضيق، حتى نضمن مشاركتنا في الأعوام القادمة في هذا المهرجان).. ينبههم الموسيقار الماحي بن مشاركة عاصم محفوفة بالمفاجات غير السارة، وقد تحرم هذه المشاركة السودان من مهرجانات الأعوام القادمة.. نعم، كان على السودان أن يمتثل لشروط المسابقة ( نصا وروحاً)، بدلا عن الإمتثال للنص وإستبدال الروح ب ( شهادات تسنين) .. ثم، هذا هو الشاعر عبد الوهاب هلاوي، يعلنها بوضوح : ( أنا من أنصار مشاركة الفنان محمد حسن، لأن الفنان يجب أن تتوفر فيه المصداقية).. وكذلك، يتوجس الأستاذ سيف الجامعة : ( تنازل عاصم وإنسحابه لا يضر بشئ، بل بالعكس سيحفظ حق السودان في المشاركة في الأعوام القادمة).. و..و..الزاوية لن تسع إنفعالات وأراء أساتذة الشعر واللحن والغناء..(إستياء عام)، يصلح وصفاً لحال دنياهم ..!!
** هل كلهم على خطأ، وفقط يس إبراهيم هو ملك الصواب في بلادنا؟..فالكل يتوجس من ألا يشارك السودان في هذا المهرجان، في حال أن يكون السودان ذاته – وليس من يمثله – مخالفاً لكل أو بعض شروط المشاركة..فالمهرجان للشباب الذين لم يتجاوزوا (35 عاماً)..يعني بالواضح كده : يستهدف جيل محمد حسن وطه سليمان وأحمد الصادق وشريف الفحيل وحسين الصادق وغيرهم، أي جيل ما بعد الراحل محمود عبد العزيز وجمال مصطفى و عصام محمد نور وعاصم البنا وغيرهم .. معالم الحدث الثقافي المرتقب بتونس واضحة، ومع ذلك هناك من ( يلف ويدور) ..المهم، القضية ليست عاصم البنا ومحمد حسن، بل هي ( أكبر من كده ).. فالقضية ذات صلة بنهج الذين جاء بهم القدر إلى مناصب العمل العام ( يس إبراهيم نموذجاً)..وللأسف، دائما ما يزج نهجهم بالسودان (مأزق أخلاقي )، والموصوف ب (عدم المصداقية)، حسب وصف الموسيقار الماحي سليمان ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]