ضغوط تُجبر سلفا ومشار على توقيع اتفاق وقف العدائيات

[JUSTIFY]نجحت ضغوط مارسها رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي ماريام ديسالين، في إقناع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ونائبه السابق د.رياك مشار، بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق نار بين الطرفين خلال «24» ساعة، وتشكيل حكومة انتقالية بمشاركة الأحزاب فيها. وكانت المفاوضات المباشرة قد انطلقت بين سلفاكير ورياك، في وقت متأخر من مساء أمس، في القصر الوطني بأديس أبابا، برعاية رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي ماريام ديسالين. وقد ظهر سلفاكير ومشار يتوسطهما رئيس الوزراء الأثيوبي، وتبادل الجانبان التحايا في أول لقاء وجهاً لوجه منذ اندلاع الأزمة في دولة جنوب السودان. بينما كاد خرق لوقف إطلاق النار من قبل الجيش الشعبي على قوات المعارضة في عدد من المناطق شمالي وشرق الجنوب، أن يعصف بمفاوضات لحسم الحرب في الجنوب بين رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت ونائبه السابق وزعيم المعارضة د. رياك مشار، في ظل ضغوط دولية وإقليمية ومحلية على أطراف الصراع، وأجرى رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ديسالين تحركات ماكوكية واجتماعات مغلقة بين كل من سلفا ومشار كل على حدة في مكان إقامته لإنقاذ التفاوض من الانهيار بعد وصول كل منهما لأديس أبابا، واستغرق اجتماع سلفا وديسالين ساعة ونصف الساعة، ففيما وصل سلفا صباح الأمس دخل مشار إثيوبيا في وقت سابق من مساء الخميس عن طريق الحدود بين البلدين، بينما كان الأمين العام السابق للحركة الشعبية قد وصل بصورة مفاجئة لإثيوبيا وقوبل بحفاوة بالغة من وفد المعارضة، ودخل فور و صوله في اجتماعات بزعيم المعارضة مشار. وفي ذات الأثناء اجتمع باقان بحضور ديسالين برئيس حكومة الجنوب سلفا كير، وفي غضون ذلك واصلت الولايات المتحدة الأمريكية ضغطها على طرفي الصراع مرسلة المزيد من التهديدات إلى طرفي الصراع بأنها ستفرض المزيد من العقوبات، معتبرة استمرار الحرب جريمة في حق شعب الجنوب.
وكشف مصدر مقرب من مشار أنه وصل لأديس أبابا ليل الخميس الماضي، وأوضح أن مشار التقى رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين وبحث معه سبل إنهاء الأزمة الجنوبية في الوقت الذي التقى فيه مريام رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت وناقشا ترتيبات اجتماع ثلاثي مع مشار. وبموازاة ذلك قال القيادي بالحركة الشعبية باقان أموم لـ «الإنتباهة» إن الجميع يعمل على عقد لقاء بين سلفا كير ومشار بغية حل الأزمة الراهنة، وذكر أنه يقود وساطة لجمع الطرفين، فيما التقى سلفا كير بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام مجموعة باقان أموم، وناقش اللقاء مجموعة من القضايا.
عقل مفتوح
وكان مشار قد قال في وقت سابق من أمس لوكالة الأناضول إنه جاء بعقل وقلب مفتوحين للحوار مع سلفا كير، ولفت مشار إلى أنه سيبحث مع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين كل القضايا المطروحة من أجل إنهاء الأزمة في جنوب السودان، مبدياً رغبته في إيجاد حل عادل وسلمي للأزمة. وكان مشار
قد عقد اجتماعاً مع القيادات الأربعة المفرج عنهم أخيراً بقيادة باقان في أول لقاء يجمع بينهم منذ اندلاع الأزمة.
حرب عبثية
ومن جانبه أعرب أموم في تصريحات للأناضول، عن تقديره لجهود المجتمع الدولي و «الإيقاد» لمساعدة جنوب السودان على تجاوز الأزمة، ووصف لقاء مشار وسلفا كير المرتقب بأنه خطوة مهمة، وقال إنهم سيساهمون في إيجاد نهاية سريعة للحرب العبثية. وفي ذات السياق توقعت مصادر مقربة لـ «الإيقاد» بحسب الأناضول أن يوقع طرفا الصراع خلال وجودهما في أديس أبابا هذه المرة، اتفاقاً مبدئياً يقضي بتشكيل حكومة انتقالية ووقف إطلاق النار وإبقاء القوات في أماكنها، مع تحديد فترة زمنية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
خرق إطلاق النار
اتهم جيش المعارضة بدولة الجنوب، قبيل ساعات قليلة من لقاء رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار بأديس أبابا أمس «الجمعة»، اتهم القوات الحكومية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال مهاجمة قوات المعارضة في عدد من المناطق شمالي وشرق البلاد. جاء ذلك في مؤتمر صحافي، عقده الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي في أديس أبابا العميد لول رواي أمس، وقال الناطق باسم الجيش الشعبي إن قوات سلفاكير قامت صباح أمس، بمهاجمة قوات المعارضة في مناطق ربكونا بولاية الوحدة «شمال»، ومتيانغ ودوليب في أعالي النيل «شمال شرق»، بالإضافة إلى باي في ولاية جونقلي «شرق».واتهم رواي الرئيس سلفاكير بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الأخير دأب على إيمانه بمنطق القوة، ما يدفعه إلى مواصلة الهجمات على قوات المعارضة، حسب قوله. وأعرب الناطق عن أسفه لتعرض قوات المعارضة لهجمات في الوقت الذي يصل فيه مشار إلى أديس أبابا للقاء سلفاكير، وقال كان يجب على سلفاكير تهيئة الأجواء الملائمة لعقد اللقاء بدلاً عن تصعيد الأزمة، حسب تعبيره. ولفت رواي إلى أن الغاية من مؤتمره الصحفي هو توضيح الصورة الحقيقية التي تجري على الأرض للمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن أي رد فعل من المعارضة على هذه الهجمات سيكون في إطار الدفاع عن النفس.
لا توجد معارك
ومن جانبه نفى الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الجمعة، وجود أية معارك يخوضها الجيش الشعبي أمس الأول أو أمس، وقال إنه لا علم له بمعارك جارية.

صحيفة الإنتباهة
أديس أبابا ــ الخرطوم: هيثم ــ المثنى

[/JUSTIFY]
Exit mobile version