وكشف الفنان ياسر تمتام الكيفية التي تنبأ بها نادر خضر قبل وفاته باصطدام اللاندكروزر الذي يقله ورفقائه بالشاحنة التي كانت معطلة في طريق التحدي قائلاً : بدأت مشاركتنا في حفل تكريم الفنان محمد ميرغني بالقاهرة بعدد من الاجتماعات في الخرطوم وكان أن اقترحت علي اللجنة إضافة الفنان نادر خضر لأنه يغني عدد من الأغنيات الخاصة بالفنان محمد ميرغني بطريقة جميلة جداً فقالوا : علي الرحب والسعة خاصة وأنه سيضيف للاحتفالية وكان أن اتصلت علي نادر خضر بحضور الدكتور حمد الريح والأخوين حسن حمد وحسن بري ولم يتوان ولو لدقيقة في الاستجابة لرغبتنا وسألنا أين أنتم الآن؟ فقلت : نحن في اجتماع بخصوص التكريم فطلب مني رسم خارطة طريق لمكان الاجتماع مؤكداً في ذات الوقت أنه يشاهد في مباراة كرة قدم بين برشلونة وريال مدريد وبعد انتهاء المباراة بعشرة دقائق جاء إلينا حاملاً جوازه وجواز عازف الاورغ فارس التوم الذي توفي مع الراحل في الحادث المروري الأليم في طريق عطبرة الخرطوم ومن ثم قال : أنا جاهز للمشاركة وإذا كان هنالك أي شيء مطلوب مني حدثوني مباشرة المهم أن الإجراءات تمت بكل يسر ثم شددنا الرحال إلي القاهرة.
وبيّن : وعندما وصلنا للعاصمة المصرية كان الحديث دائراً حول الإقامة فقال نادر خضر لو فرشتم لي مرتبة علي الأرض لن احتج علي ذلك لأننا جئنا من الخرطوم لتكريم الهرم الكبير محمد ميرغني ومن أجل هذا السمو يجب أن ننسي أنفسنا حتى نقدم احتفالاً وكان نادر خضر يقف علي كل الترتيبات الخاصة بالميز وعندما حانت ساعة الصفر كان هو في غاية السعادة وكان في تلك الرحلة لأول مرة أتعرف فيها علي عازف الاورغ فارس التوم الذي توفي في حادث اصطدام اللاندكروزر والشاحنة بطريق التحدي وكانت في نفس الوقت المرة الأخيرة لأنه حدث بعدها الحادث الأليم وقد حز في نفسي رحيله حيث أنه في القاهرة اسمعني تسجيلات لأغنيات تخصني وبكي ياسر بحرقة ثم قال : هذا هو حال الدنيا.
وحول ما دار بينه ونادر خضر بالقاهرة؟ قال : كنا نتجاذب أطراف الحديث حول الشائعات التي تدور في الأوساط الفنية.. فقال نادر : يا تمتام أنت كل الشائعات التي طالتك شائعات مفرحة (خطوبة وعرس).. أما أنا فيتم قتلي بالحوادث المرورية في طريق التحدي قادماً من عطبرة أو شندي اللذين أسافر لهما للغناء بالولاية التي يفترض أن أسافر لها في الأيام المقبلة لإحياء حفل لطلبة جامعة وادي النيل بمدينة عطبرة إلا أنني متشائم منها التي قد لا أعود منها للحياة.. وكان أن صدقت نبوأته.. لذلك عندما تم الاتصال بي في الساعة الرابعة صباحاً وأخطرني محدثي من الطرف الآخر بأن نادر خضر توفي في حادث بطريق التحدي فلم اصدق تلك الرواية وكانت زوجتي تقول لي يمكن أن تكون الرواية صحيحة فقلت: الشيء الذي يجعلني لا أصدق ذلك هو أن صديقنا أرسل لي صورتين صورة للشهداء الأربعة وصورة تجمع نادر خضر بصديقنا بنفس الملابس التي توفوا بها في الحادث وهما الصورتان اللتين تم التقاطهما في الكافتيريا التي ارتشفوا فيها الشاي في طريق التحدي لدي عودتهم من عطبرة إلي الخرطوم ثم تلقيت اتصالا آخرا من شخص من مدينة شندي قال : يا ياسر قالوا نادر خضر حدث له حادث سير فقلت له : دا كلام لا أساس له من الصحة وهكذا تلقيت اتصالاً تلو الآخر الأمر الذي حدا بي إغلاق الهاتف حوالي الساعة الخامسة إلا ربعاً صباحاً فإذا بزوجتي تصحيني الساعة السابعة صباحاً وقالت : يا تمتام ذاعوا خبر وفاة الفنان نادر خضر في التلفزيون وكان تأكيد الخبر مؤلماً جداً بالنسبة لي .
وعن مرافقة نادر خضر له في فترة مرضه بالقاهرة؟ قال : عندما مرضت أسعفني نادر خضر إلي المستشفي بعد أن الغي حفلاً يفترض أن يغنيه بالخرطوم وظل يؤجل في سفره إلي أربع أيام وكل ما كنت اطلب منه أن يسافر يرفض ويقول : لن أسافر إلا بعد أن تصبح حالتك الصحية علي أفضل ما يكون الأمر الذي اضطر الفرقة الموسيقية الخاصة بنادر أن تسافر من هناك إلي الخرطوم.
وعن الكيفية التي بدأت بها العلاقة بينهما؟ قال : نادر خضر التقيت به في العام 1979م في دولة الإمارات العربية المتحدة مع صديق مشترك وكان آنذاك قد جاء من الهند ومن ساعتها أصبحنا أصدقاء.
سئل نادر خضر عن الفنان الذي يضيف لبرنامج ( أغاني وأغاني ) قال : ياسر تمتام؟ قال : اطلعت علي رأيه من خلال صالون ( نجم ومعجبون في الدار ) وأثلج رأيه صدري والبعض قالوا لي ما ذهب إليه نادر مجروح نسبة إلي أنه صديقك ولكن ما لا يعلموه هو أن نادر خضر يعتبرني مرجعاً له في أغاني الحقيبة خاصة التي رددها في برنامج ( أغاني وأغاني ) وفي هذا السياق أتلقي منه اتصالاً هاتفياً لكي يحفظ أغاني الحقيبة بصورة صحيحة كما أنه يشاورني في الأغاني التي يود ترديدها في البرنامج.
الخرطوم : سراج النعيم
[/JUSTIFY]