/
** نعم، فالبلد ليست بحاجة إلى جامعة جديدة، بقدر ما هي بحاجة إلى تجويد الجامعات الحالية بحيث لايتخرج طالب الإعلام – على سبيل المثال – وهو يلصق النون بالشين في جملة (إن شاء الله)، أو كما حال السواد الأعظم من ضحايا ثور مستودع الخزف المسمى – سياسيا – بثورة التعليم العالي ..المهم، لقد أصاب الأخ الظافر.. ولكن، الأخ أحمد المصطفى إبراهيم، بالإنتباهة، تناول أمر المشروع المقترح بزاوية مختلفة..لم يكتف بعدم حاجة البلد إلى جامعة جديدة، وليته إكتفى بذلك، بل طرح أسئلة غريبة ولا تشبه زاويته ما لم تكن قد تلوثت بأفكار منبر السلام العادل و زميله الذي عرف نفسه ذات يوم للقراء بالفتى القرشى العباسي (سعد أحمد سعد)..نقتبس من أسئلة أحمد المصطفى، بالنص : (ماهي الجهة التي تحدد الأسماء القومية التي يجب تخليدها ؟، وما حجم الاسم الذي يضع على طريق أو جامعة أو مدينة أو شارع؟، وهل هناك تعريف واضح للرمز الوطني؟ وهل الرموز الوطنية كلها في قامة الأزهري أو عبود أو سوار الذهب؟، الخليفة عبد الله مثله مثل كل سياسي، له ما له وعليه ما عليه من خير وشر، كيف تجازف جهة وترمي به اسماً لجامعة؟)..هكذا إستفهامات أحمد المصطفى، وليس ( سلاطين باشا) ..!!
** ما لم تكن لي وللناس أذيالاً وآذاناً طويلة، فان العقول تلخص تلك الإستفهامات على النحو الآتي : لايجب تخليد أسم الخليفة عبد الله في جامعة أو شارع، إذ هو ليس بالحجم والرمز الذي يجب تخليده، أي ليس بحجم ورمزية الأزهري وعبود وسوار الذهب، بل هو مجرد سياسي وأن تخليد اسمه في جامعة (مجازفة)..هكذا ينظر أحمد المصطفى لقامة ومقام الخليفة عبد الله، ولذلك يستنكر فكرة تخليد اسمه في مشاريع وطن فداه بروحه الطاهرة..فالخليفة عبد الله لم يمت في بيت عرقي بعكاز سكير ولا في بيت عرس برصاص طائش، بل إستشهد على فروته وفي ميدان قتال، وفي سبيل أن يرث أحمد وغيره وطناً كامل الإرادة ..وقف كتشنر على جسده المعطر بالدماء والمسجى على ثرى وطنه، ثم أدى التحية العسكرية وقال لجنده وهو يشير إلى جسد الخليفة : (ما هزمناهم، ولكن قتلناهم)، هكذا إعترف العدو اللدود بوطنية الخليفة، ووثق التاريخ شجاعته وتضحياته وصدقه وحبه لتراب وطنه ضحى (24 نوفمبر 1899)..!!
** وبعد كل هذا الفداء الموثق منذ ذاك الضحى، والمحتفى جيلاً تلو جيل،بتاريخ (5 مايو 2013) يخرج أحمد المصطفى مستنكراً : (كيف تجازف جهة وترمى باسم الخليفة عبد الله اسما لجامعة؟)..إنها عقلية الإستعلاء، بعد أن قسمت وصنفت ومزقت أهل الحاضر إلى درجات، ها هي تسعى إلى تقسيم وتصنيف وتمزيق صناع تاريخنا الوطني أيضا..ناهيك عن جامعة وشارع و مستشفى وغيره من المسماة – مجازاً – بالمشاريع، فهل تاريخ الخليفة يتشرف بأن يسمى ما تبقى من هذا الوطن باسم الخليفة وهو بهذا الوضع الراهن؟.. وعذراً أيها الأكارم، قد يكون رصاص كتشنر أرحم وقعاً -على نفس الخليفة وشعب الخليفة ووطن الخليفة – من كلمات أحمد..ولكن ليس في الأمر عجب، إذ ما يحدث لهذا الوطن صار يفوق حد الخيال و( اللامعقول)..رحمهم الله، المهدي وخليفته وكل فرسانه ..بأرواحهم ودمائهم صنعوا وطناً وتاريخاً وشعباً، وما كانوا يعلمون إنهم لمثل يوم أحمد هذا يعملون ويصنعون..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]