علي الصادق البصير : فتوى الواتساب والعمل في الشرطة

[JUSTIFY]جزى الله فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف الذي يجيب عن تساؤلات الكل بما فتح الله عليه من علم. وقد سال سائل وقال: أنشأت مجموعة من زملاء العمل في برنامج الواتساب الذي يعمل على الجوالات؛ بنية خلق نوع من التواصل الاجتماعي والدعوة للحق والتوعية بالدين الإسلامي بين رفقاء العمل، ولكن بالطبع لا بد من بعض الانحرافات عن المسار رغم اجتهادي في إدارة المجموعة.. فهل يترتب على إنشائي هذه المجموعة أي وزر؟

فأجابه الشيخ: الواتساب من نعم الله على العباد، والسعيد الموفق من استغله في طاعة الله والدعوة إلى هداه، وأنت مأجور بنيتك وصنيعك، واجتهد ــ أحسن الله إليك ــ في تبصير الناس وآمرهم بالمعروف وانههم عن المنكر وذكرهم بوجوب شكر نعمة الله تعالى وذلك باستعمالها في طاعته، ولا يضرك بعد ذلك ما يحدث من بعض الانحرافات التي لا يكاد يسلم منها عمل؛ فرب إنسان يبني لله مسجداً ثم بعد ذلك يحصل فيه بعض ما لا يرضي الله تعالى، وليس هذا بقادح في صلاح النية ولا سداد العمل من حيث هو.
ويسأل آخر: البعض يقول إن الشرطة والجيش اليوم في الدول العربية تابعة للطاغوت، فما حكم هذا القول وما حكم العمل في هذين الجهازين؟

فيرد الدكتور: أسأل الله تعالى أن يزيدك ورعاً وتقى، وجواباً عن سؤالك ــ أخي ــ أقول: إن وجود السلطان ــ ممثلاً في الجيش والشرطة والأمن والقضاء وما كان مثلها من أجهزة ــ أمر لا بد منه، ولا تستقيم حياة الناس بدونه؛ فلا بد للناس من إمرة برَّة أو فاجرة؛ وهذه الأجهزة كلها لا تخلو من مفاسد، لكن العبرة برجحان المصالح على المفاسد، والمنافع على المضار، ولو أن الطيبين والصالحين اعتزلوا العمل بها لما فيها من مفاسد لأفضى ذلك إلى شر عظيم؛ إذ سيغلب عليها أرباب الشر وأهل الفساد؛ ليعزوا من أذل الله ويذلوا من أعز الله، وعليه فلا حرج عليك في العمل في ذلك الجهاز، ما دامت نيتك إحقاق الحق وإبطال الباطل ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، والمال الذي تجنيه من عملك ــ بهذه النية ــ حلال إن شاء الله، وأعيذك بالله أن يكون غرضك من تلك الوظيفة التسلط على خلق الله أو نيل مأرب من الدنيا ليس إلا، وقد قال سبحانه «من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب».

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version