شمائل النور : جامعة الخرطوم .. المشهد الدموي

[JUSTIFY]فيما يشبه التحدي،أحداث جامعة الخرطوم أمس وأمس الأول وبذات المشهد الدموي،تتزامن مع تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش بشأن أحداث سبتمبر 2013 والتي لم تحقق الحكومة فيها أي تقدم في لجان التحقيق،وربما اللجان لم تتشكل أصلاً،كما أن أحداث الأحد والإثنين تأتي بعد مقتل الطالب علي أبكر والمطالب المتتالية بالتحقيق حول الحادثة دون أي استجابة تُذكر،ما حدث بجامعة الخرطوم على يومين متتالين لا يُمكن المرور فيها صمتاً،كما لا يُمكن أن يُحسب مجرد موقف لحاله غير محسوب على الوضع ككل..هي رسالة عنيفة مفادها أن ما طُرح مؤخراً من “حريات” إنما هو في واقع الحال مجرد حديث لا يُمكن إنزاله في الواقع،لأن الواقع هذا أكثر تعقيداً وأكثر تشابكاً مما يظن الجميع..عمادة الطلاب أكدت في بيانها استخدام الملتوف والحصب بالحجارة بين الطلاب دون إشارة واضحة لأي طرف..قبل أسبوعين بالضبط أصدرت إدارة جامعة الخرطوم قرارات بتشكيل لجنة لمراجعة لائحة الإشراف على مساجد الجامعة وتفكيك الوحدات الجهادية،وقبل أن تسير هذه القرارات الكبيرة إلى طريق الفعل تُختبر إدارة الجامعة بأحداث الأحد والإثنين..هذه الأحداث التي تأتي تزامناً مع أجواء حوار لا يستثني أحد كما ظل التأكيد على ذلك،ينبغي أن تقف عندها إدارة الجامعة بشكل حاسم،لم يعد النشاط السياسي بالجامعات يجلب شيئا غير الدم،بل لم تعد الجامعات إلا مكاناً للاقتتال،مسؤولية من ما يحدث بالجامعات،إن كانت إدارة الجامعة تكتفي فقط بإصدار بيان دون فعل حقيقي..وليت البيان واضحاً بما يكفي في تحميل طرف محدد مسؤولية العنف رغم أنها تعلم .

عودة العنف الذي لم ينقطع لجامعة الخرطوم بعد أسبوعين من استئناف الدراسة التي عُلقت لأسباب العنف ذاتها بعد مقتل الطالب علي أبكر وبذات المشهد الدموي الذي تعود عليه الناس لايقود إلا إلى احتمال تصاعده وبذات الشراسة وربما أعنف،قبل أن يتطور الوضع المتطور أصلاً المطلوب عاجلاً أن تسارع إدارة جامعة الخرطوم إلى موقف قاطع وتفتح تحقيقاً حقيقاً وليس إعلامياً فقط للوصول إلى الحقيقة كاملة،رغم أن الحقيقة هذه تعلمها الأغلبية العظمى،وتعلمها إدارة الجامعة التي أصدرت بيانها دون إشارة لطرف،كما لم تتحدث عن نيتها في اتخاذ ما يلزم وعلى أقل تقدير التحقيق بشكل جاد فيما حدث مجدداً..الأساليب الهستيرية التي انتهجتها مجموعات محسوبة للحزب الحاكم تجاه أخرى معارضة وتجاه بعض النشطاء رغم الإعلان الذي يكرره الحزب الحاكم فيما يخص الحريات،هو في الواقع الصورة النهائية لما يريده الحزب من حريات مفصلة على مقاس يحدده هو،وهذه حقيقة مجردة ينبغي الوقوف عندها،حتى لا ينخدع من بقي.

صحيفة الجريدة
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version