وإذا سألت عن رأيي فإنني أتفق مع الـ35 من الشبان البريطانيين الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة، والذين يرون أن الحب والمال على نفس الدرجة من الضرورة والأهمية، وربما السر في هذا التوافق هو انتمائي الى نفس الشريحة العمرية، ولو كره الكارهون وضحك الشامتون، لأنني – بفضل الله – شاب رغم كيد ملفات الخدمة وشهادة الميلاد الخاصة بي.. شاب ولست متشببا، يعني شاب عن جدارة واستحقاق رغم بعض الشيب الذي غزا حواجبي.. المهم ما أسعد اثنين يجمع بينهما الحب الصادق ويتوافر لديهما المال الذي يعفيهما من ذل السؤال والاقتراض وربط الأحزمة.. فلو تحدثنا عن الحب بين زوجين فإن قلة المال تسبب «النقة»، والاتهامات بالتبذير أو سوء التدبير، والنقة تقود الى سوء التفاهم الذي يؤدي بدوره الى النفور وربما النشوز، ولكنني في ذات الوقت أعرف الكثير من البيوت التي تتوافر فيها السعادة بسبب توافر الحب رغم قلة المال، فمثل هذه البيوت تقوم على التوازن في صرف العواطف وما يتوافر من مال، غير أنني لست من أنصار العبارات الإنشائية مثل «السعادة لا تُشتَرى بالمال»، فهي لا تختلف عن عبارة «ليس كل ما يلمع ذهبا»،.. صحيح، ولكن أيضا ليس كل ما لا يلمع «ذهبا»، والسعادة لا تأتي بقلة أو انعدام المال، لأن بعض المال ضروري ليس لـ«السعادة» ولكن على الأقل لتفادي الهموم والقلق، ولهذا تعجبني مقولة سيدنا علي كرم الله وجهه: لو كان الفقر رجلا لقتلته.
للمال دور كبير في جلب السعادة، لأن توافره يزيح عن النفس الكثير من الهموم، ولكن الملايين المتلتلة لا تضمن لأصحابها السعادة إذا خلت حياتهم من الحب الصافي، والحب لا يقتصر فقط على العلاقة بين الرجل والمرأة بل هو أن يتسع القلب للأقارب والجيران والزملاء في الدراسة والعمل ثم يتمطى ليشمل كل الناس.. وهنا ألحس كلامي عن ان الرجال الذين فضلوا المال على الحب حكماء وعقلاء لأن ذلك يعني أن النساء اللواتي فضلت غالبيتهن الحب على المال بلهاوات.. حاشا، فرغم كل ما يقال عن حب المرأة للإنفاق، فإنها بطبيعتها الجنس الأكثر استعدادا لبذل وتقديم الحب، وبالتالي تسعد بأن يبادلها الرجل الحب الصادق.
وإذا كان هناك شخص ذو مال يرى أن الحب أهم عنده من المال فإنني أناشده أن يتبرع بـ10 مما عنده سنويا للمحتاجين وسيعرف عندها أن السعادة تكمن في كسب حب الآخرين.. ويا ليت يعطيني عمولتي على هذه النصيحة!! [/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]