ورقة من ملف علاقتي بالقصيبي

ورقة من ملف علاقتي بالقصيبي
[JUSTIFY] كلما قلبت أوراقي القديمة «أقلِّب المواجع» على نفسي لأنني أجد الكثير من الرسائل التي كانت تصلني من الحبيب الرحال السفير والوزير السعودي، الشاعر والناثر غازي القصيبي، وعثرت ضمن القصاصات على صورة له وهو وزير للعمل في السعودية، ويقوم بدور جرسون في مطعم فدركرز في جدة، واستعدت ما كتبته عنه فور مشاهدتي لتلك الصورة.. وكان قد سبق للقصيبي أن كتب عني أربع أو خمس قصائد، لم يذكرني ب«الخير» في أي منها،.. ثم أهداني رواية شعرية طويلة عن «سحيم» وهو شاعر ضخم اشتهر بقصائده الغزلية ولكنه قتل لأنه «عبد» تغزل بحرائر القبيلة!!.. وازددت حقدا عليه لأنه كتب عني قصيدة عنوانها «اعتذار» تعقيبا على مقال لي بأنه لم يحدث قط أن أهداني شخص ما شيئا ما بمناسبة «عيد ميلادي»، وكانت خلاصة القصيدة أنني لا أستاهل حتى مرسيدس افتراضية، وأشبعني شرشحة ومرمطة.. بل وحرض زوجتي على خلع متبرعا بأنه سيكون «الشاهد ضد المفتري» فناشدت شعراء السودان ليهبوا لنجدتي ورد اعتباري، لأن موهبتي الشعرية وئدت وأنا في سن مبكرة، عقب اكتشاف مدرس اللغة العربية في المدرسة المتوسطة قصيدة لي مطلعها وخاتمتها: من نارك يا جافي ×× أنا طالب المطافي.. وكانت الفاجعة أن نحو سبعة شعراء أزوال.. يعني من عندنا في السودان أرسلوا قصائد استجابة لمناشدتي تلك، وكانت جميعها تشيد بالقصيبي، وتنتصر له من منطلق أنه شاعر وعربي بينما أنا نوبي أعجمي.. حسبت بادئ الأمر ان أولئك الشعراء الحاقدين يعملون في السعودية واختاروا من ثم منافقته لأن القصيبي كان وقتها وزيرا للعمل، ومن ثم قد يعفيهم من ويلات سعودة الوظائف، ولكنني فوجئت بأنهم جميعا مقيمون خارج السعودية بل وكان منهم الوزير المفوض بالسفارة السودانية لدى تشاد، وما زالت تطن في أذني أبيات قالها السوداني المقيم في الولايات المتحدة (يعني عميل) عبد الرحيم عبد الحليم محمد الذي قال مشيرات إلى القصيدة «اعتذار التي هجاني فيها القصيبي: وقد وجدت قصيدة «اعتذار» / دويا في قلوب السامعينا/ وقطعا سوف تعرف ان غازي/ صفوح في مواقفك المشينة (أنا الضحية وصارت مواقفي مشينة حتة واحدة؟).
المهم أنني تأنيت في الكتابة عن غازي وهو يحمل الأطباق ويقبض البقشيش من الزبائن لأنني كنت محتاجا إليه، فقد اتفقت مع دار نشر سعودية على إصدار سلسلة كتب تحوي مقالاتي القديمة، وطلبت من غازي كتابة مقدمة الكتاب.. يعني كان لازم أصبر حتى أتسلم المقدمة ثم أخوض في الموضوع، مركزا على نقطة مهمة وهي ان القصيبي نال ديموشن وعكسها بروموشن،.. لتدركوا معنى المصطلح الأول أذكركم بأنه تحول من وزير إلى جرسون.. يعني تم خفض درجته الوظيفة! وبالمقابل فقد كان أبو الجعافر في شبابه جرسونا.. نعم والله العظيم كان لوالدي مطعم شبه كحيان وكنت أقوم فيه أحيانا بخدمة الزبائن، وكان ذلك في زمان كان على الجرسون أن يحفظ عن ظهر قلب قائمة الطعام: عندنا شريفية (ملوخية) وسرينا (عدس) والباسم (رأس الخروف) وقرع وفاصوليا.. وبدون بقشيش، ودار الزمن وصرت ارتدي البدلة والكرافتة وهكذا نلت بروموشن وليس ديموشن، وغدا نواصل
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

Exit mobile version