/
** المهم، نجد لهم العذر، شفاهم الله وعافاهم من الصدمة، فالحدث كان صادماً، وكما تعلمون عقول الناس ليست سواسية أمام (الصدمات)، وبالتأكيد هؤلاء أحسن حالاً من الذين تصل بهم آثار الصدمة مرحلة ( لقيط الورق في الشارع)..ولكن، لن نعذر أجهزة صناعة القرار بالدولة لو تعاملت مع هذا الحدث بذات طرائق تفكير هذا النفر ( المصدوم لحد هسه)..فالمسؤولية تقتضي إخضاع الحرب – وليس هذا الحدث فقط – للفحص السيادي والأمني والسياسي والإقتصادي والإجتماعي، وإستخلاص آثارها ثم البحث عن وسائل تلافي تلك الآثار بالحلول الجذرية التي تقي مجتمع أم روابة وأخواتها من الرعب وعدم الإستقرار..حرب العصابات، كما هي معلومة للساسة والعسكر، لاتسعى إلى إحتلال المدائن، ولاتستهدف المناطق العسكرية أو المدائن التي تتواجد بها الجيوش التقليدية، ولو كانت كذلك لصارت الأبيض هدفاً لتلك القوات وليست أم روابة ..وتوزيع السلاح لكل الكثافة السكانية ليس حلاً، وخذوا العظة والعبرة من (حال دارفور)، وكذلك نشر الجيش في كل مدائن وأرياف البلاد بحاجة إلى ميزانية الخليج وكثافة الصين..أها، الحل شنو؟.. بصراحة كده : الحلول قاب قوسين أو أدنى من الساسة، ولكنهم ( يكابرون) ..فالسلام الشامل هو الحل، وكذلك العدالة، ثم التصالح مع الشعب و إحترام حق المواطن في إختيار ( من وكيف يحكمه؟)..!!
** نعم، بالرغبة – والجدية – في الحوار والسلام والديمقراطية، تفرض الأنظمة الحصار على التمرد.. فالرأي العام بالسودان – كما ظهرت حتى في بيانات وتصريحات سادة القوى المعارضة – يرفض الحرب، ورفض الحرب يعني إزالة أسبابها بالحوار والتفاوض، وليس توسيع دائرتها أو الإبقاء عليها برفض الحوار والتفاوض..فالأهل بأم روابة، كما إستنكروا هجوم قوات الجبهة الثورية على مدينتهم، تظاهروا أيضاً ضد الحكومة في اليوم التالي للهجوم، وعلق معتمد أم روابة على تظاهرهم قائلاً بالنص : ( نتفهم رد فعل المواطنين)..فليكن التفهم بالعمل وليس بالكلام..وإن كان ذاك الإستنكار بمثابة رسالة شعبية للحركات المسلحة، فان تلك التظاهرة أيضاً رسالة شعبية للحكومة، وهكذا لسان حال الشعب..ما يحدث لم يعد مقبولاً..رفض الحرب لايعني القبول بهذا الواقع..سارعوا إلى حيث التفاوض والسلام.. وليس في الأمر بدعة أن تقاتل القوات المسلحة ويفاوض الساسة، وهذا ما يرفضه البعض حالياً، ومنهم النائب الأول ورئيس البرلمان ومنبر السلام العادل .. يرفضون التفاوض، حسب تصريحات البارحة، ورفضهم هذا هو ما يرفضه المواطن المكتوي بنار الحرب..قاتلوهم وفاوضوهم، وليس كما يقول البعض ( لا للتفاوض)، وكأنهم تناسوا أن الحكومة فاوضت حركة العدل والمساواة بالدوحة بعد غزوها لعاصمة البلد، وليست مدينة في (طرف البلد)..تجاوزا آثار الصدمة بالحكمة والمسؤولية، ولاتكونوا كما الذين ذكرنا حالاتهم النفسية في ..( مقدمة الزاوية) ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]