أمريكا.. جاءك بلاء!

أمريكا.. جاءك بلاء!
[JUSTIFY] في زمن مضى.. الرجل المسكون بالصدق مع تفاصيل الحياة.. محباً للطرب والابتهاج.. دوماً كان مكانه الاحتفال.. أينما وجدت حفلة بالحلة كان أول حضورها.. لم يعرف عنه تردد على المساجد أو حلقات الذكر.. كثيراً ما كان ضمن «فرتاقين المناسبات».. باختلاق «الشكلات أو بفعل ما يدعو لفرتقة اللمة..» إلى أن جاءت الإنقاذ وأحيت في الكثيرين روح الجهاد والدفاع الشعبي.. فدخل الرجل في الزمرة وجاء ماراً وسط الحي فما كان من المارة وهم يرأونه يرتدي «لبس الدفاع الشعبي ويحمل السلاح» إلا أن مازحوه «يا زول تمام.. هلا.. أمريكا جاءك بلاء» والمعروف أنه في تلك الأيام تضج الإذاعة والتلفزيون المحليان بأناشيد مثل «الطاغية الأمريكان ليكم تدربنا».. هذه الأيام تحمل الصحف ووسائل الإعلام الاحتفاء بالدعوة للمؤتمر الوطني من الولايات المتحدة الأمريكية بالزيارة.. وهي بالتأكيد اختراق جديد في مسيرة العلاقات السودانية الخارجية لا نريد أن نقول لها «أمريكا جاءك بلاء».. كلنا نود أن نتفاءل بكسر هذا الطوق الذي بلغ الخناق على البلاد وكان مردوده على الشعب سالباً.. إذن ليس أمام المؤتمر الوطني إلا أن يستجيب مهللاً مكبراً.. فهذه «أمريكا».. دكتور نافع يقول إنهم يرحبون بدعوة الولايات الأمريكية لإجراء حوار مع السودان حول القضايا الثنائية والإستراتيجية وعدد من الموضوعات السياسية والإقليمية شريطة الموضوعية والدبلوماسية.. وعندما يقول «د. نافع» ذلك فهذا دليل على أن الحزب أكثر من مرحب وراغب.. «يلا وداعاً للهتافات المضادة لأمريكا.. ومرحباً بحسين أوباما في الخرطوم». ٭ دجل مسؤول مترف!

وقف المسؤول المترف جداً.. الترف يتحدث عنه زيه وجضومه وروقته الفارطة.. وقف وسط ذلك الجمع النوعي بمسقط رأسه.. والجمع ربطته علاقة منظمة على آيدلوجية معروفة.. خاطبهم «إننا زمان كنا أكثر ترابطاً وصدقاً على الفكرة.. وتفقداً لأحوال بعضنا البعض.. وأكثر زهداً في الدنيا.. أما الآن فقد فرقتنا السلطة والدنيا والأموال».. وكشح المسؤول ذرفة دموع أمامهم.. هم الآن بؤساء لكن مخاطبهم «المسؤول الباكي المتحسر على الماضي» يسكن في شاهقة ذات عماد تفوق الخمس متراكبات.. ويركب الفارهة التي تطوي الأرض طياً.. ويخاطبهم حيث لا تدخل كلماته آذانهم إلا لتخرج فيهمسون في أذنه «يا رجل عيب عاين لروحك».

٭ اللمة الكبيرة!

في فخامة المكان.. يجتمعون على اجترار الكلام المجتر ليقولون إنهم هنا من أجل أن يطقوا الحنك ليس إلا.. ثم لا شيء إلا استعراض مفروشات الصالون الوسيع في بيت «عمك الكلس» الذي يتصدى لمثل هذه اللمات والتي إن كان هدفها جمع العائلة المشتتة ما بين الفقر والضنك.. يستعرض فيهم أملاكه وسطوته.. احتفلوا في هذا اليوم باجتماع سموه «اجتماع العائلة» وموضوعه مناقشة «طلاق نفيسة من محمد الزين».. كأن العائلة لا قضية لها إلا هذا الموضوع.. تغطت رؤوسهم بعمم العيد وتسارعوا صوب «الكلس» فقد طوى في حشاه الزواج من نفيسه منذ تفتق أنثوتها.. لكنه عندما عاد من سفر خارجي وجدها قد تزوجت من محمد الزين المسكين الكحيان فترقب الأمر إلى أن وصل مرحلة اجتماع العائلة لتطليقها منه.. «أها في تدبير أكتر من كده».. تحلقوا حوله وهو يزأر ويصيح «نحنا بناتنا ديل ما لعب.. حرم أكان يطلقها واخدها أنا عشان يعرف اننا ما هاملين ليهو الزول المعولق دا».

٭ آخر الكلام:

فعليات الحياة السودانية ضخمة جداً تبدأ من أعلى المستويات لتنتهي بجزئيات صغيرة لا تنفك من رغبة أو أمنية شخصية.. «أها يا جماعة جاءكم الخير كلو».

[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version