– الوضع الآن آمن ولا توجد مشاكل، بل تخطينا مسألة التأمين على الحدود الى المساهمة في التنمية والإعمار للمشروعات التعليمية وفي الصحة، وإنهاء الخلافات بين القبائل وآخرها التدخل لحل مشكلة المسيرية والسلامات بأم دخن.
تجربة القوات المشتركة وجدت إشادة من رؤساء الدول الافريقية في لقاءاتهم بالرئيس البشير ما تعليقك على ذلك؟– (كلامك دا صاح) لأننا في هذه التجربة قدمنا نموذجاً للعمل العسكري المشترك مابين السودان وتشاد بدعم من الرئيسين البشير ودبي، وهما بتوافق العمل مع بعضهم البعض نجحا دون مشاكل في تنفيذ وتوجيه القوات المسلحة على الجانبين، للعمل على استتباب الأمن، وتخطينا ذلك الى العمل في جانب التنمية للمواطنين، وهذا لأن هناك عوامل مشتركة بيننا، منها القرابة، واللغة، والجوار، والتشابه في العادات، ونحن قبائل متداخلة ومتعارفة، كل هذا سهل علينا العملية العسكرية ونجحنا والحمد لله.
كيف يمكن السيطرة الأمنية على الحدود الممتدة بطول 1800 كيلو متر علماً بأن محطاتكم للمراقبة هي 22 محطة؟– ما قلته صحيح، إن الحدود بين السودان وتشاد طويلة جداً وأن محطاتنا عددها لا يكفي لكن هناك خطة لمزيد من المحطات لتغطية كل المسافات بين الدولتين، واعتقد أننا قطعنا مشواراً جيداً في تأمين الحدود وبسط هيبة القوات المشتركة، التي أثبتت جدواها في القضاء على المتمردين وعلى المتفلتين واللصوص، وأصبحت المنطقة آمنة وخالية من كل هؤلاء.
ماهي التحديات التي أمامكم بعد أربع سنوات من العمل المشترك وهل هناك جديد في اتفاقية البروتكول العسكري بينكم والسودان؟– أعتقد أن التحدي الأمني مازال هو التحدي الأول لأن الإقليم مازالت فيه بعض الجيوب المتمردة، وبعض الحركات التي لم توقع اتفاقية السلام، وأيضاً التحدي الثاني هو استمرارية التنمية وتقديمها للمواطنين والانتقال الى الإعمار والاستقرار على طول الشريط، وهي التي قطعنا فيها خطوات جيدة- بحسب ما هو متاح- وبالنسبة للبروتوكول العسكري اعتقد أن عقدنا للمؤتمرات المشتركة في كل مرة نخرج باضافات عبر التوصيات، سواء في التأهيل أو التدريب للقوات، وإضافة الجديد في هذا المجال.
مقاطعاً.. على ذكر الحركات المسلحة هل تتواجد الآن في نطاق تواجدكم على الشريط الحدودي؟– من الصعب الجزم بالإيجاب أو النفي لكن ما نعرفه أننا نسيطر على كل مناطقنا التي نراقبها ونتحكم فيها، وإذا كانت هناك حركات مسلحة مثل حركة جبريل، فهي تهاجم في الأطراف وتفر، وغيرها أيضاً من بعض المتفلتين سواء كانوا داخل الحدود السودانية أو التشادية، ففي كل الولايات المشتركة الحدود، الآن السيطرة للقوات المشتركة بل لدينا اسهامات داخل ولايات دارفور في مطاردة بعض الفلول من المتمردين
إذن كيف تم الهجوم على قيادات حركة العدل والمساواة جناح السلام وأنت تقول إنكم تسيطرون على المنطقة خاصة وأنهم اغتيلوا داخل الشريط الحدودي؟
– هذا صحيح.. ولكن لم يكن الخطأ من القوات المشتركة، وأقول لك إننا لم نكن نعلم بتحركهم في تلك المنطقة التي حدث فيها الهجوم، واغتيل فيها القائد بشر ورفاقه، لكن بعدها قمنا بمطاردة قوات جبريل حتى دخلوا الجنوب، والآن لا يمكن أن يدخلوا ثانياً، وأعتقد أننا عملنا ما بوسعنا خاصة وأن المناطق ممتدة وشاسعة وبعيدة..
البعض يقول إن وجودكم كقوات عسكرية في المناطق المدنية يعرض المواطنين لانتهاكات إنسانية؟
بالعكس هذا ما يروجوه عننا نحن قوات عسكرية منضبطة تعمل وفق القانون، وليس لانتهاك حقوق الإنسان أو المواطنين بدليل أن المواطنين في البلدين ينظرون الينا بعين الاحترام، بعد أن وضعنا حداً للتفلتات الأمنية وحدينا من ظواهر العنف والفوضى، وكذلك أسهمنا في التنمية والإعمار عبر البناء للمدارس وحفر الآبار، وتركيب المضخات للمياه والكهرباء عبر الطاقة الشمسية وكلها أعمال وجدت قبولاً وترحاباً من المواطنين سواء كان في الجانب التشادي أو الجانب السوداني في دارفور، يعني «كلام بتاع تهديد أو ترهيب لمواطنين دا اشاعات ساكت وما صحيح»…
ماهو تأثير الأحداث التي دارت في افريقيا الوسطى مؤخراً من اقتتال، وكذلك ما يدور الآن في دولة الجنوب من حرب على خطتكم الأمنية على الشريط الحدودي؟– سؤال جيد.. لأن اي حدث أمني بالمنطقة يؤثر على خطتنا، ولابد من الاحتياط له لأنه بكون عندو افرازات سالبة سواء كان من تسرب سلاح، أو مقاتلين خطريين أو مواطنين نازحين نحن راقبنا كل الأحداث على طول الشريط، ومستعدون لوقف اي اختراق بشري بسلاح أو من غير سلاح حفاظاً على هدوء الشريط الحدودي رغم طول امتداده، ومنعاً لتجدد التفلتات الأمنية ونساعد كل المواطنين وفقاً للقوانين وحقوق الإنسان ونؤمن لهم الطريق، وبعد ذلك هناك جهات تتولى مسؤوليتهم أيضاً أحداث الجنوب لها تأثيراتها السالبة من حيث تراجع الحركات المسلحة التي كانت تحتمي بالجنوب، وبأثر الحرب تعاود الرجوع لدارفور وتثير الرعب وسط المواطنين، لكننا مستعدون لها بالمرصاد إلا إذا دخلت في عمليات سلام..
كيف تقرأون المؤتمر الخامس لتقييم الأداء للقوات المشتركة والذي خُتمت أعماله بالخرطوم؟– هو ملتقى مهم وضروري لمراجعة وتقييم الاداء، ورؤية ما تم تنفيذه وما لم يتم تنفيذه في البرتوكول، ونحن راضون عن الاداء الذي تم، ونطمح في استكمال مالم يتم مع أهمية تنفيذ التوصيات التي ذكرت حتى نرتقي بمزيد من الأعمال واشكر هنا القيادة السودانية على كل ما قدمته لنجاح الملتقى، وكذلك التعاون المشترك بيننا الذى يمضي بسلاسة ومهنية واحترافية عالية، بدعم الرئيسين عمر حسن أحمد البشير وادريس دبي، ولولا رعايتهم لما وصلنا الى ما نحن فيه الآن، كذلك زميلي قائد القوات المشتركة السودانية اللواء فقيري وضباط صفه وجنوده، نحن نعمل معاً في توافق تام..
صحيفة آخر لحظة
حوار – عيسى جديد
ع.ش