على مدخله.. كانت تتناثر البضائع.. وجلست أولئك النسوة في نظام واضح يعكس مدى تفاهمهن طوال هذه الأعوام.
(فتحية).. كانت تجلس على أولى درجات المدخل.. وبدت سارحة قليلاً.. حتى ونحن نحاورها. لكن المثير أن تركيزها ارتفع تلقائياً ونحن نسألها عن تاريخ السوق.. فقالت بسرعة: (السوق دا عمرو ما أقل من ثلاثين عاماً).. وأضافت: (أنا ببيع الفسيخ دا من أولادي صغار وهسه الحمد لله كبروا ودخلوا الجامعة كمان)..
في حين أكدت (زهراء) أن دخولها السوق كان قبل (22) سنة وما زالت تمارس مهنتها التي أحبتها. وعن المصادر التي تجلب منها هؤلاء النسوة بضاعتهن.. قالت إن الفسيخ يأتي من جبل أولياء.. أما الشطة فتأتي من الجزيرة. وبقية التوابل تأتي من الغرب.
وعن الأسعار قالت بأن الفسيخ يتم شراؤه من نساء الجبل بـ (جنيهين ونصف الجنيه) ويقمن ببيعه بـ (ثلاثة) جنيهات. وأضافت ضاحكة (الربح بسيط والشقاوة كتيرة).وعن أكثر الزبائن الذين يرتادون السوق.. قالت (زهراء) إن النساء هن أكثر من يرتاد سوق الفسيخ ويأتي الرجال في المرتبة الثانية.
(ملكات الفسيخ) أعربن عن أمنياتهن أن تخصص لهن أكشاك لممارسة المهنة التي ينفقن منها على بيوتهن.. وضربن مثالاً نادراً في النضال والتحدي وهن يجلسن في السوق منذ الصباح الباكر حتى رحيل آخر (عصفور) من العصافير الى أعشاشه.. فهن ملكات يستحق أن ترفع لهن قبعات الاحترام.
صحيفة الراي العام[/ALIGN]