في السودان سيارات المذيعات… (فارهات) رغم ضعف (المرتبات)!

ما إن تُطل مذيعة ما عبر أي فضائية حتى يظل همها الأول وشغلها الشاغل امتلاك عربة فارهة من ذوات السعر العالي، حتى تكمل صورة (البرستيج) الذي يتقدمه الاهتمام بالأزياء وتفتيح البشرة قبل حرصها على ظهورها كمذيعة متمكنة من حيث الأداء والثقافة التي تكاد تكون معدومة عند كثير من مذيعاتنا. بالمقابل نجد الكثير من ماركات السيارات المختلفة بطرف المذيعات، والتي تتجاوز أسعارها أرقاماً خيالية بحسب الموديل، أما الغرابة فتكمن في كيفية شراء تلكم المذيعات لتلك السيارات الفارهة، خصوصاً أن مرتبات بعضهن لا تتجاوز الألف جنيه والنصف، بينما يصل سعر قسط السيارة فقط إلى أكثر من ثلاثة آلاف جنيه، ولعل هذا ربما يدفعنا للبحث عن الطريقة التي تتمكن بها تلكم المذيعات من شراء تلك الموديلات الباهظة الثمن، فهل هي تأتي في شكل هدايا من المؤسسات التي يعملن بها؟.. أم تصل إليهن بعد تخفيضات كبيرة في الأسعار؟.. أم أن غالبية تلكم المذيعات من أسر ثرية؟.. كلها أسئلة حاولنا أن نبحث ونستقصي عنها من صاحبات الشأن أنفسهن ومن القنوات الفضائية، وذلك خلال سياق التقرير التالي.
تمويل بنكي:
في البدء ابتدر الحديث لـ(فلاشات) مدير قناة النيل الأزرق الفضائية حسن فضل المولى الذي أشار إلى أن القناة أبرمت عقدا مع أحد المصارف المعروفة بهدف تمليك العاملين بالمحطة سيارات بالأقساط حسب الطلب مشيراً إلى أن كل المذيعات بالقناة حصلوا على عربات بالأقساط على حساب أجورهن. واكتفى فضل المولى بتلك الإفادة.!

هايلين والبيكانتو:
مذيعة قناة النيل الأزرق الفضائية هايلين هاشم التي تمتلك سيارة ماركة بيكانتو أكدت لـ(فلاشات) أنها كانت تمتلك سيارتها قبل العمل بالنيل الأزرق، وأن أسرتها قامت بدفع المقدم لها، إضافة إلى أنها حرصت على شراء عربة تتناسب وراتبها الشهري حتى تنأى بنفسها عن القيل والقال.!
القناة الفقيرة:
أما مدير قناة الخرطوم الفضائية عابد سيد أحمد، فقد أشار في حديثه لـ(فلاشات) إلى أن مذيعات قناته يعتمدن اعتمادا كليا على الترحيل، ولا توجد بينهن من تقود عربة قائلاً: (نحن قناة فقيرة.. ومرتباتنا محدودة، لأننا قناة حكومية.. فلا ضمانات لنا حتى نقدمها للبنوك لفتح تمويل، أما قناتا النيل الأزرق والشروق، فمن الممكن أن تقدما ضمانات بأية صورة حتى يمكنوا مذيعاتهم من امتلاك عربات فارهة).
قصة غريبة:
مذيعة معروفة رفضت الحديث عن الموضوع، لأن حكاية سيارتها التي تقودها معروفة لعدد كبير من الوسط الإعلامي، حينما تمت خطبتها من منتج القناة الذي قام بسداد الأقساط، وحينما شارفت الأقساط على الانتهاء سارعت بإنهاء ارتباطها بالمنتج، الذي صفعها أمام زملائها بالقناة، واقتلع مفاتيح العربة من حقيبتها، إلا أنها لم تقف مكتوفة اليد، ورفضت أن تظل بلا سيارة، فقامت بالإسراع بعد قرانها على شخصية شهيرة، وطالبته بأن يقوم بشراء سيارة لها، وبالفعل نفذ لها ما طلبت، لكنها عادت مرة أخرى وطالبته بالطلاق.!!
إنهاء المكالمة:
طرحت تساؤلاتي على عدد من المذيعات اللائي اعتذرن بكل لطف وذوق، لكن المذيعة سهام عمر، ظلت تتحجج وترفض المكالمة دون أدنى سبب، على الرغم من أنها قامت ببيع العربة التي قامت بشرائها مؤخراً.!!
كليك عفراء:
ما إن وقع على مسامعها تساؤلي، حتى أطلقت مذيعة قناة الشروق الفضائية عفراء فتح الرحمن ضحكة عالية وقالت بسرعة: (أنا أقود سيارة ماركة كليك قمت بشرائها منذ وقت طويل بالأقساط، وكان مقدمها آنذاك 600 جنيه، سددتها لي أسرتي، وتكفلت أنا ببقية المبلغ الذي كان عبارة عن أقساط شهرية) لافتة إلى أنها لا تتطلع إلى اقتناء عربة تفوق راتبها على الإطلاق.
أحلام مؤجلة:
(أبحث عن سيارة تناسب راتبي الشهري)… هكذا ابتدرت مذيعة الشروق الفضائية لينا أنور حديثها لـ(فلاشات) مضيفة: (أنا حتى هذه اللحظة لا أمتلك سيارة.. لأن راتبي لا يكفي لدفع الأقساط)، مشيرة إلى أنها تتمنى امتلاك سيارة في القريب العاجل، وعلى ذات الشيء اتفقت معها مذيعة قناة النيل الأزرق الفضائية نعمة عثمان، التي أكدت أنها لا تملك في الوقت الحالي سيارة لأن ترحيل القناة يعمل على إيصالها ذهابا وإيابا، لافتة إلى أن القناة سهلت عليهم الأمر بفتحها لباب التمويل عبر البنوك لكنها لم تخفِ سعيها لامتلاك سيارة في القريب العاجل تتناسب مع مدخلاتها ومرتبها.!
طرق أخرى:
بعض المقربين من القنوات الفضائية ألمحوا إلى أن بعض المذيعات لا يكتفين براتب القناة وحسب، بل يقمن بتنفيذ إعلانات لبعض الشركات، ويقمن من خلال أرباح تلك الإعلانات بشراء السيارة التي يفضلنها، أما آخرون فيعتقدون أن لهث المذيعات خلف موديل السيارة لا يعوض إطلاقاً عن قناعة المشاهد بالمذيعة، ويضيفون أن نجومية المذيعة تأتي بالأداء المميز والإقناع للمشاهدين وليس بنوع السيارة أو موديلها.

فلاشات: تفاؤل العامري– السوداني

Exit mobile version