علي الصادق البصير : تأملات حول مخدرات بورتسودان

تناقلت وسائل الإعلام المحلية والإقليمية خبر حاويات بورتسودان التي تم ضبطها بإحدى حظائر الجمارك هناك، وتوقفت كثيراً عند هذه الكارثة غير الطبيعية، إلا أنها تحتاج لإعادة النظر فيما تخفيه من مؤامرة على هذه الأمة، ونستطيع القول إن الضبطية لم تكشف حجم التدمير الذي كان بالإمكان أن تحدثه فقط، بل كشفت ما هو أعظم وأجل، فقد كشفت أن هناك قوات مؤهلة ويقظة ومتطورة بالموانئ، ففي العادة تمر مثل هذه الشحنات عبر مسارات للتمويه بغرض التضليل، كأن تنزل في مناطق حرة تكون فيها الرقابة بسيطة أو تنزل في مناطق إعادة الشحن (transshipment) للتحويل من سفينة لسفينة، وكل هذه المسائل موجودة بحسب تصريحات اللواء د. سيف الدين عمر رئيس هيئة الجمارك وقوله: يكون تتبع المعلومة هو المقياس للوصول للجريمة، لأن مثل هذه الجرائم الخطرة لا تأتي مباشرةً ولا تأتي بمستندات واضحة، وتكون فيها نية الإخفاء والتمويه أو واحد من العوامل التي يستخدمها المهربون ويستخدمها تجار المخدرات أو المجرمين، فهذه الشحنة سلكت نفس هذه الدورة وأخذت عدة مسارات من لبنان لجبل علي لعدة موانئ بغرض التمويه.

فالضبطية تحتاج لعمل أمني واستخباراتي كبير لمعرفة الدوافع الحقيقية لما وراء الشحنة المدمرة. ويجب أن يعرف كل الشعب السوداني عدوه الحقيقي الذي يستهدف أمنه وشبابه واقتصاده القومي.

وكشفت الضبطية مستوى رفيعاً من التنسيق الدولي للجريمة العابرة والتعاون مع الانتربول وتبادل المعلومات، وكشفت ايضاً ان هناك تقنيات وأشعة سينية متطورة كشفت المستور تحت «بتاب عيش الريف»، ومن المسائل المهمة التي كشفتها الضبطية أن خللاً إجرائياً يتعلق بضوابط تسجيل الشركات لدى مسجل عام الشركات، فالشركة بلا مقومات وبلا قدرات مالية وبشخصيات غير معروفة.

المختبرات المعملية لهذه النوعية من الحبوب اكدت انها حبوب الكبتاجون (Captagon) والاسم العلمي لها هي الامفتامين (Amphetamine)، حيث تعتبر هذه الحبوب منشطة للجهاز العصبي، وهي تصنيع غير شرعي لمادة الامفتامين، وهي مادة تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي الى الادمان، لذلك تصنف في جداول المخدرات.

وأتمنى أن تعيدوا قراءة أخبار هذه الصفحة لتقفوا بعقولكم على حجم المخدرات المضبوطة خلال الأيام الفائتة.. إنها الحرب الجديدة حرب المخدرات والتدمير الشامل.

٭ أفق قبل الأخير:
المخدرات بهذا المستوى تحتاج لوقفة توعوية تضامنية من كل قطاعات المجتمع وعلى رأسهم جمعية «صحافيون ضد الجريمة»، وعلى إعلام الشرطة أن يتقدم الصفوف حتى ولو بتمليك المعلومة في حينها.

٭ أفق أخير:
حملتنا ستكون هادئة وشرسة على كل مجرم.

صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version