خاصة أن التوسع المتنامي للتعليم الأكاديمي العالي في ازدياد، ليفرخ أعداداً أكبر من العاطلين، ورغم ذلك نميل للاستمرار في اتجاه التعليم الأكاديمي، ونستجلب الكوادر الفنية والوسيطة من الخارج.. إذن نظرتنا وثقافتنا التي تعتقد أكثر مما يجب في الكادر المتخرج من الأكاديميات العليا على أنه يسد الخانة المهنية المتخصصة والوسيطة يجعل الوضع التعليمي والعملي أكثر مجافاة للواقع.
في مضابط منظمة العمل الدولية تعريفاً للتدريب والتعليم المهني في السودان، يقوم على اقتراح رؤية تدعو إلى مجتمع معرفة مواكب للقرن الحادي والعشرين، مؤسس على قوة عاملة ماهرة ومنتجة تتراجع فيها معدلات البطالة، وتتقلص فيه نسب الفقر وعدم المساواة اسهاماً في تنمية الاقتصاد القومي، بتوفير المهارات والمعارف والسلوك المهني بأقل تكلفة ممكنة.. إذن هي دعوة لإعادة المدارس الصناعية والمهنية سيرتها الأولى وقيادة حملة تثقيف لتقبل هذا النوع من التعليم والتدريب بذات الشهية التي يجدها التعليم الأكاديمي..
وددت لو أن اجراءات قوية وحاسمة وجدت طريقها عبر الجهات المعنية بالأمر، لو تمت لتعزز رغبة الجيل القادم في التوجه إليه برغبة وحماس وصدق.. لكان ذلك خيراً لهم ولبلاده وحاجة سوق العمل ومحاولات حلحلة أمر العطالة والبطالة.. ثم لماذا لا يتجه الطلاب لهذا النوع من التعليم الا تحت باب ثقافة الاضطرار.. لابد من إعادة القراءة لهذا الوضع بعمق وصدر رحب.. هناك نماذج لمعاهد فنية وتقنية وتدريب مهني توضح بجلاء أن التقنية هي الذراع الذي سيقود التغيير بوعي ومواكبة.. إخواني اخواتي الأمهات والآباء ادفعوا أبناءكم لتغيير الفكرة الى ما يصادف بعض مهاراتهم وإبداعهم إلى المسار هذا اذا ما أحسست أن فرص نجاحهم فيه أفضل ولو حصلوا على أعلى الدرجات والمعدلات.
٭ آخر الكلام:في خاطري زيارة لهذه المراكز والمعاهد لتبني فكرة الانفتاح المجتمعي عليها.. ما زال أهلنا يعشقون الدكتور والمهندس، ومقابل نظرة قاصرة تجاه الكوادر الفنية الوسيطة من ممرض فني تقني.. بالله عليكم انظروا للمستقبل من خلال حاجة سوق العمل..
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]