محمد حسن مصطفى: إنْ أخْبَرْتَ إنْسَانَاً أنَّ أبَاهُ أوْ أخَاهُ أوْ ابْنَهُ (انْحَرَفَ) قَدْ يَكْتَفِي بالإنْكَارِ أوْ الاسْتِفْسَارِ؛ لكِنْ

(1)–[طَيشُ شـَبَابٍ!] الجُمْلَةُ المُسْتَهْلَكَةُ فِي تَعْلِيلِ انْحِرَافَاتِ الشَبَابِ (الذُكُورِ)؛ وَصْفَاً فِي حَقِيقَتِهِ (خَلْقٌ لأعْذَار) تُخْفِي سُوءَ التَربِيَةِ أو (سَوْءَتِهَا)! لِمَاذَا لا نَسْمَعْ عَنْ (طَيْشِ الفتَيَاتِ)؟! وَ لماذَا حَفِظْنَا وَ حُفِّظْنَاهَا (شَرَفُ الفَتَاةِ)؟! أتُرَاهُ الشَابُ بلا شَرَفٍ؟!
لا؛ فَشَرَفُهُ (شَرَفُ أُخْتِهِ) وَ أهْلِهِ!
إذَاً لِيَنْحَرِف هُوَ (لكِنْ) عَلِيهِ الحِفَاظَ عَلى شَرَفِهِ (فِي بَيْتِهِ)!!
فَكَيفَ بِمَنْ يَنْحَرِفُ مَعَهُنَّ أليَسَ (لَهُنَّ) شَرَفٌ؟!
ألسْنَّ فَتَيَاتُ أُسَرٍّ (اُخَرٍ)!
––
^

(2)–[عَارُ الفتـَاة!] فِي الأمْرِ ظُلْمٌ لِلفَتَاةِ وَ خِدَاعٌ لِلشَابِ وَ إفْسَادٌ للِدينِ .. فَالأُسَرِ .. فَالمُجْتَمعِ!
وَ الأمْرُ مَرَدُّهُ (سُوءُ فَهْمٍ) للعَقِيدَةِ (وَلَّدَ) سُوءَ التَرْبِيَةِ أوْ العَكْس!
الشَابُ عِنْدَنَا (يَطِيشُ) فَنَسَألُ اللهَ لَهُ الهِدَايَةَ تَابَ أمْ (لَمْ) يَتُبْ؛.. طَيْشُ شَبَاب!
أمَّا الفَتَاةُ فَطَيْشُهَا (عَارٌ) يَسْتَوْجِبُ غَسْلَهُ (هَدْرَ) كَرَامَتِهَا أوْ (دَمِهَا)؛.. عَارُ الفَتَاةِ!
أيُّ (غُسْلٍ) هُوَ هَذَا؟!
وَ فِي أيِّ شِرْعَةٍ؟!
وَ مَا السَبَبُ؟!
وَ مَا (حُكْمُ الدِينِ) هُنَا وَ هُنَا؟!
––
^

(3)–[مَكِيدَة ُ الشيطَان!] وَ سَيَظَلُّ الشَيْطَانٌ يُوسْوِسُ وَ يَرْمِي أسْهُمَهُ وَ شِبَاكَهُ عَلى عِبَادِ اللهِ! هِي سُنَّةُ الحَيَاةِ وَ نَحْنُ مَأمُورُونَ بِعِبَادَةِ اللهِ وَ الانْصِياعُ لأحْكَامِهِ، وَ دِينُنَا وَاضِحٌ وَ عُلَمَاءٌ الدِينِ (الثِقاةِ) ـ بِحَمْدِ اللهِ ـ حَوْلَنَا. فَلِمَاذَا الإنْحِرَافُ فِي الفِعْلِ (الإنْحِرَافِ) وَ رَدَّةِ الفِعْلِ (العُقُوبَةِ)؟!
النَارُ مَحْفُوفُةٌ بالشَهَوَاتِ؛ فَهْلَ المَعْنَى أنْ نَتَهَاوَى (مُسَلِّمِينَ) أمْرَنَا لِلشْيطَانِ فِيهَا!
ألسْنَا نَحْنُ مَنْ (حَمَلَ الأمَانَةَ) دُونَ الجِبَالِ!
بِمَاذَا سَنَتَعَذَّرُ يَوْمَ الحِسَابِ سَنَقُولُ: “طَيْشٌ كَانَ .. أمْ عَارٌ؟!”!!
––
^

(4)–[حُكمُ بَشر!] هِيَ العَقِيَدَةُ خَالَطَتْهَا عَقَائِدٌ وَ عَادَاتٌ وَ (أشْكَالُ عُرْفٍ) لا مَعْنَى لَهَا! (جَاهِلِيَّةٌ) جَدِيدَةٌ قَدِيمَةٌ أفْسَدَتْ مَعَانِي التَشْرِيعِ بِينَ تَشْدِيدٍ وَ تَفْرِيط؛ أوْجَدَتْ (فَرقَاً) لِجُرْمٍ وَاحِدٍ ـ الإنْحِرَافِ ـ مَبْنِيٌّ عَلى التَذْكِير أوْ التَأنِيث!
انْحِرَافُ (الشَاب)؛ (طَيْشٌ) يَتَوَجَّبُ مَعَهُ الدُعَاءَ لَهُ وَ الأخْذُ بِيَدِهِ إلى الصَوابِ!
أمَّا انْحِرَافُ (الفَتَاةِ)؛ (عَارٌ) عَلى شَرَفِهَا وَ شَرَفِ أهْلِهَا يُلْزِمُ غَسْلَهُ بإزْهَاقِ كَرَامَتِهَا وَ حَيَاتِهَا!
فَأيْنَ (حُدُودُ اللهِ)؟!
حُكْمُ بَشَرٍ عَمَّتِ مَعَهُ وَ بِهِ المَظَالِمُ وَ المَفَاسِدُ!
––
^

(5)–[حَقيقـَة ُ الحَيَاة] فِي حَقِيقَةِ الحَيَاةِ أنَّهَا أُنْثَى وَ الذَكَرُ يَقُومُ عَليهَا؛ فُضِّلَ وَ فُضِّلَتْ وَ تَبْقَى (التَقْوَى وَ الإيمَانُ) مِيدَانَي اخْتِبَارٍ للجَميعِ وَ اللقِاءُ (حِسَابٌ يَوْمَ الحِسَابِ) فَمَنْ مِنْهُمَا سَيُفَضَّل؟!
ففَتَاةُ اليَوْمِ هِي (أمُّ) المُسْتَقْبَلِ هِيَ (أمَّةٌ) تُؤَسِّسُ (أُمَّةً)؛ إنْ أصَابَهَا اخْتِلالٌ مَالَ (حَالُ الأمَّةِ).
وَ شَبَابُ اليَوْمِ هُمْ (رِجَالُ) الغَدِ (أبَاءُ) الشَبَابِ وَ الفَتَيَاتِ لِكِنَّهُمُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ هُمُ أبْنَاءٌ (لأُمَّهَاتٍ) كُنَّ فِي يَوْمٍ فَتَيَاتٍ.
هِيَ (حَلَقَةٌ) مُتَّصِلَةٌ سَاسُهَا التَربِيَّةُ؛ (عِمَادُهَا) الأمُّ .. تِلكَ (الفَتَاة) .
^

— مُلاحَظَةٌ: إنْ أخْبَرْتَ إنْسَانَاً أنَّ أبَاهُ أوْ أخَاهُ أوْ ابْنَهُ (انْحَرَفَ) قَدْ يَكْتَفِي بالإنْكَارِ أوْ الاسْتِفْسَارِ؛ لكِنْ إنْ قُلْتَ لَهُ أنَّ أُمَّهُ أوْ أُخْتَهُ أوْ ابْنَتَهُ (انْحَرَفَتْ) فَلتَحْمِدِ اللهَ إنْ اكْتَفَى بِضَرْبِكَ وَ لَمْ يَقْتُلكَ!

محمد حسن مصطفى

Exit mobile version