[ALIGN=CENTER]فاشلون حتى في الغزل [/ALIGN]
من عجائب جيل الشبان الحالي، انه يعتقد ان معاكسة ومغازلة الفتيات فرض وواجب على من بلغ الحلم أي سن الرشد، مع ان ذلك يتناقض مع معنى ومفهوم «الحلم« و«الرشد«، ومع توفر وسائل اتصال عالية الكفاءة من انترنت وهواتف نقالة وثابتة، اصبح الغزل مهنة تفرغ لها ملايين الشباب الذين يعانون الخواء والفراغ على كل صعيد، وكلما ذهبت الى الأسواق، ورأيت شبانا يلقون بأرقام هواتفهم المكتوبة على قصاصات صغيرة أمام كل فتاة عابرة، ادركت مدى سذاجتهم، وهناك من يمر بسياراته في الأسواق، وكلما لقي فتاة صاح مرددا رقم هاتفه: تسعة تسعة تسعة صفرين مليون، وقد تعجب لان صاحبنا يفترض ان ضحيته هي اينشتاين زمانها، ومزودة بذاكرة تستوعب التعليمات الشفهية، ومن ثم ستحفظ رقم هاتف العاشق الولهان بمجرد ان يهتف به، ولكن حقيقة الأمر هي أن من ينطقون بارقام هواتفهم شفاهة، ينتمون الى تلك الفئة التي تقترض الآلاف المؤلفة للحصول على ارقام هواتف مميزة سهلة الحفظ، وما لا يدركه هؤلاء المتفرغون للمغازلات الترانزيتية هو انه ما من فتاة تستحق نظرة، تستجيب لمثل ذلك التحرش الساذج، وإذا استجابت فإنها، وعلى مسؤوليتي، تستحق الرمي في قارعة الطريق كما رقم الهاتف الذي التقطته واستجابت له.. وقد وصلتني عبر الانترنت قصيدة يخاطب فيها شاب معاصر حبيبته، ومن يقرأ تلك القصيدة يدرك من بيتها الأول ان شباب هذا الجيل خائب في مجال الغزل، وأنه سبب العنوسة التي تفشت في معظم، ان لم يكن كل، الدول العربية: حبيبتي انا بدونك زي طلعة الشباب بدون القطه..زي الغدا بدون سلطة..زي الشاورما بدون شطة.. زي الكورولا بدون شنطة!! حبيبتي انتي السكة وانا القطار انتي المطرقة وانا المسمار انتي المنقلة وانا الفرجار!! ثم يعبر صاحبنا عن حبه الكبير لفتاته جامعا بين الاصالة والمعاصرة: يا حبيبتي ترى حبك رجني رج اللبن بديت ما أفرق هو الكيري قشطة ولا جبن!! ولو كنت مكان الحبيبة لأكملت له: روح كُل تبن!! فالبنت الذي تسمع الى مثل هذا الغزل الرفيع ستقول على الفور بطريقة الأفلام والمسلسلات المصرية: قطيعة تقطع الرجالة وسنين الرجالة..وأهلا بالعنوسة
زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com