أقول ذلك لأننى أرى غيابا ملحوظا للدبلوماسية المصرية بالنسبة للملفات الساخنة والصراعات التى تشهدها الساحة السودانية سواء فى الشمال أو الجنوب، وهو ما فتح الباب أمام إثيوبيا للقفز على هذه القضايا بما يمثل خطورة على الأمن القومى المصرى.
والسؤال الذى يطرح نفسه… أيهما أحق.. لاحتضان المباحثات التى تجرى بين الاطراف المتصارعة بالجنوب، أو بين الحركات السياسية فى الشمال القاهرة أم أديس ابابا؟.
المنطق والمصلحة يؤكدان سرعة تحرك مصر لممارسة دورها بقوة فى هذه الملفات، ويكفى السنوات الضائعة التى تراجعنا فيها وشهدت تفكيك السودان وأعطت للدولة الإثيوبية على طبق من ذهب دورا إقليميا أصبحت تستقوى به على حساب المصالح المصرية وأكبر دليل على ذلك هو ما يحدث فى سد النهضة حاليا، وعدم مراعاة مصالحنا فى حصة مياه النيل.
إن بوابة مصر إلى إفريقيا تبدأ من السودان، فكم من سنوات مضت، ونحن نسمع عن التكامل الاقتصادى، بينما المحصلة صفر حتى الآن، ولا نلوم إلا أنفسنا.
القاهرة: الأهرام: هاني عمارة