إسحق احمد فضل الله : فقه السترة .. التجنيب .. في صمت والخصخصة.. في صمت.. والمحاكمات.. في صمت

[JUSTIFY].. ومن لا يعرف العالم.. يموت.
.. واليوم هو «92 أبريل 2014» ودراسة عن «ما الذي كان يجري 29/ أبريل عام 1994 و29/ أبريل عام 1984 و29 أبريل عام 1974».. تصدر.. والمحصول ــ تراجع ــ ثم تراجع.
.. والتراجع.. في السودان ترسمه عربة نقل تندفع ليلاً من بوابة مطار الخرطوم الجنوبية ــ عام 1995 وتحت الليل ينتقل شيخ طويل من العربة إلى «طائرة شحن».. ويذهب.
.. كان الشيخ هو ــ بن لادن.
.. قبلها بقليل كان مخطط الضغط الهائل لصناعة التراجع ينطلق من عربة مبارك وهي ــ في أديس أبابا ــ تستدير هاربة من رصاصات كلاشنكوف هناك ــ ومبارك يعود إلى القاهرة ليتهم السودان.

«2»

وعمر سليمان.. الذي يدير مخطط تمثيلية الاغتيال يجعل مبارك
: ولأول مرة منذ عشرين سنة ــ يصحب عربة مصفحة في زيارته إلى إثيوبيا.
.. وعمر سليمان قبل مقتله هو بقليل كان يحدث جلساءه عن أنه سوف يكتب ــ ويكشف.
.. والأحاديث الأمريكية تقرر أنه
: يجب إدخال العالم العربي ــ والإسلامي إلى العالم.
.. ومعركة السعودية والخليج.. و… و… هي جزء من الإدخال هذا.

«3»

.. والعالم الذي يجري إدخال العالم الإسلامي إليه هو
.. عام 2014 ــ لاري كنج ــ أشهر مذيع في العالم يستقبل ضيفة برنامجه ــ أشهر مغنية أمريكية ــ وفي الجملة الأولى من الحوار يقول لها
: أهلاً ــ أنت ابنة زنا ــ أليس كذلك؟!
قالت: خمسة وثمانون في المائة من الأمريكيين أبناء زنا.
.. وزعيمنا هو براندت.
.. وبراندت هو مستشار «حاكم» ألمانيا الأسبق.. والذي يعترف في مذكراته بهذا.
.. العالم هو هذا.
.. والخرطوم التي تقرأ الحديث النبوي «لا تقوم الساعة إلا على لكع بن لكع» هي خرطوم يجب عليها ــ مع المسلمين في الجزيرة ــ أن تذهب.
.. العالم هو هذا.

«4»

.. والخرطوم تحتفل الآن بالزعيم مانديلا.
.. ومانديلا من يعلمه النضال كان هو «الخرطوم».. وترسل له خمسمائة حمار خصي «حتى لا تنهق» وهي تحمل الأسلحة سراً.
.. والخرطوم تعطي مانديلا جواز سفر دبلوماسي و«وبروفيسور داود يعرف هذا».
.. لكن مانديلا في مذكراته لا يشير إلى هذا بحرف.
.. ومانديلا صادق في معرفته بالعالم.
.. فالعالم اليوم هو هذا.
.. والخرطوم لا تعرف العالم.

«5»

.. عام1970 ــ الدراسة تجد أن العالم هو.. الأم التي تبلغ ابنتها السابعة عشر دون صديق تذهب بها الأم إلى الطبيب النفسي.
.. والطبيب النفسي ــ وبصرامة ــ يشرع في العلاج.
.. وعام 2014 الدراسة تجد أن العالم هو صاحبة لاري كنج وحديثها.
.. والإعلام مثل ذلك.
.. والأسبوع الماضي مواقع التواصل على الشبكة تنقل الأخبار والأفلام عن ملايين الدولارات وركام من الذهب في حفل زواج ابنة عبد الرحيم محمد حسين.
.. ونحدّق مع آخرين في ركام الذهب ــ ونكتشف ــ مع آخرين ــ أننا رأينا المشهد هذا «ذاته» من قبل.
.. رأيناه في حفل أقيم قبل عامين في أم دوم ــ والفيلم يصور هناك.
.. وعام 1995 اللواء ــ يومئذ ــ عبد الرحيم محمد حسين يدعونا إلى القصر الجمهوري وهناك ننظر في ذهول إلى مائدة تمتد طويلة وعليها ركام من الذهب والجواهر المذهلة.
.. الكنز ترسله نساء من الخليج للمجاهدين.
.. وعبد الرحيم الذي كنا نعرفه منذ سنوات ــ ثم نقطع ما بيننا تماماً ــ كان نظيفاً.
.. وما نذهب إليه من حديث ليس شيئاً عن عبد الرحيم ــ ما نذهب إليه هو الإعلام.
.. فالإعلام كان هو.. عشرة من الصحف أو عشرين ــ يكتبها من يتحسبون للكذب.
.. الإعلام اليوم هو مليار إنسان «كل من عنده جهاز إرسال يرسل ما يشاء».
.. والإعلام يصبح نوعاً من قراءة صحيفة تحت المطر.

«6»

.. لكن إعلام الموبايل اليوم الذي هو نسخة من أبناء صاحبه «لاري كنج» هو ابن لأشياء تصنعها الدولة.
.. الإعلام الذي لا يسأله أحد يصبح نسخة من شيء تبتكره الدولة اسمه التجنيب.
.. والتجنيب هو أن «يحجز الوزير أو المدير من أموال الدولة ما يشاء ويجعلها في «جيب» وزارته ــ دون حسيب.
.. والظاهرة هذه تنتج جيوب ولاية الخرطوم.. وتصنع جيوباً.
.. وتنتج سلسلة تصنع ظاهرة غريبة جداً.
.. الظاهرة بعضها هو أن المواطن الذي كان / غريزياً/ يلتفت إلى السلطة ويصرخ كلما شاهد سرقة أو جريمة يصبح / وغريزياً/ لا يلتفت ولا يصرخ.
.. المواطن يشعر أنه لن يسمع إلا صدى صوته.

«7»

.. الحرب إذن التي تدمر البلاد اليوم صفتها الأولى هي أنها حرب «صامتة».
.. ما يجري تحت الأرض من تراجع ــ ومنذ أيام طائرة بن لادن ــ يجري في صمت.
.. ومعركة الإسلاميين تجري في صمت.
.. والتجنيب ــ في صمت.
.. والخصخصة.. في صمت.
.. والمحاكمات.. في صمت.
.. قالوا فقه السترة.
.. وفقه السترة ينتج أخبار الواتساب ــ دون سترة.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version