تفجّرت ريحاً تقود كتائباً ..
كل القصائد و المواقيت العوالم
قد دعتك مواكباً
أفرد لياليك العظام
و عطِّر التاريخ فرحة ..
و امدد لبرق العائدين
حديقة الميلاد قمحا
و ارحل مع الإيمان
في صحو الربى
صرحاً فصرحا
و اكتب نشيدك بالدماء
مخضباً
سدد لصدر الظلم رمحا
وابسط يمينك بالهدى
يا ثورة الميلاد مرحىَ
***
مذ زمان علم الأجيال
معنى الخطو نحو الفجر
بالريح القوية ..
من تحدينا المدافع
بالألوف المشرئبة
للعناق و للتحية
مذ توشحنا انتماء
للتراب و للنجوم و للعلا
نفساً أبية ..
منذ علمنا البحار هديرها
وقفت لنا أبراج كسرى
و احتمت منا الجسور
تفجرت فينا القضية ..
***
فهل يعون اليوم درسا
أو تراهم يسمعون
زحف الرمال على المدى
فوق المنافذ و العيون
شطآن بركان تردد
في المدارات المطلة ..
سقط المشير
و جفّ حلق الكاذبين
وثلة الماضي المضلة
***
نحن من أرض النضال
و من عميق الحزن
و الفرح المهاجر قصة
تبقى على الأفق اشتعال
نحن يا أبريل أجيال البطولات
انتفاضاً لا يطال
نملأ الأجواء سحراً و انفعال
و على الآفاق نختط التوهج
نحتوي عمق المحال
نستهلم الصخر العنيد فينحني
و يطلّ وجهك كالهلال
ما أروعك
في الساحة الحُبلى بألوان النضال
ما أروعك
ياشعب علمت المبادئ أن تظلّ
ملكت أقبية الجلال
و تدفقت أمطار خطوك زاحفات
بالحقيقة كي تضيء بمقدمك
و البحر و الليل المسافر
و الزمان اصطفّ كي يبقى معك
و يردد الآلاف اسمك يا وطن
ما أورعك …
ها قد مشى بالنور في هذي التلال
بريق ومضٍ أطلعك
النائمون على الصحارى منذ آلاف القرون
الآن هم يستيقظون
وقف الزمن
فليبق وجهك يا وطن
قد شاهد التاريخ
جلجلة الشوارع
بالهتاف الانتفاضي الطويل
عصياننا بدأ الرحيل
ليدك أقواس الدجى
و يهد جدران العميل
و النيل يكتب في ضفاف الليل
تاريخا جليل
جيل من الإيمان
يولد بعد جيل
أبريل قد شهدت قوافيك الحضارة
تستبين و تستطيل
و أتى الصباح و لم تزل
أفواجنا ملآى بأوراق الندى
حُبلى كغابات النخيل
سقط المشير
و غاب في بحر اللظى
عهد وبيل
***
قد كنت يا أبريل
في صدر المواقيت الهتاف
قد كنت موجا من عميق البحر
يرحل للضفاف
قد كنت للفرح التوهج
للمشاوير الزفاف
قد كنت يا مطر المشيئة هاطلا
تروي مسافات الجفاف
قد كان اسمك في ضمير
الصحوة الكبرى لنا
قد كان أوّل اعتراف
يحيا و يقطن بيننا
لا هزّه الجرح القديم
و لا تملّكه الونىَ
فتعال و اشهد أننا
قد أزهرت فينا الفنون
توهّجت قمم السنا
و تفجرت برك السماء خزائنا
فالثورة الميلاد تبدأ من هنا
اكتوبر الوهج الذي
غنّى لنا
قد جاء أبريل اخضراراً
من لدنك مواطنا
ترِبَت يداك وذاع صيتك
سيّدا متمكنا
***
و النور يهتف في دماي و أضلعي
يا أمة القرشي
و تاريخ البطولات اسمعي
خطو الرجال القادمين
هديرهم يدوي معي
زغرودتين من الإرادة
قد جرت بها أدمعي
لا فارقت قممي علاك
و لم يغب
في العمق فجر تطلعي
نحو انطلاقك يا وطن
صبحا تصدرت الحقيقة
فاستراح توجّعي
***
من كان يدرك أن لليوم الجديد
نوافذاً تدنو مع القمر المضيء
من كان يحلم بالمرافئ
و المواقيت المطلّة أن تجيء
من كان يغسل لوعة الإنسان
يرحل صوب ميلاد جريء
ليمزق الظلم المذلّ
ويهدم السجن القميء
فلننطلق نحو النجوم
فأنت عنوان السماء
وأنت عالمي الوضيء
***
ها يا وطن
عادت حبيبتك القديمة
لونها صدر السماء
قصدتك آلاف الأكف
إليك ترتحل الدعاء
و أنا و أنت وقصتي
زهر و ماء
وحديقتان من الهوى
و شذى عناق و انتماء
ها يا وطن
عادت حبيبتك القديمة
فانمحى عهد التسلط
و انتهى زمن البكاء .
عكس الريح
[email]moizbakhiet@yahoo.com[/email]