مذيع معروف يبصر من العمى ويكتب عن محجوب شريف

[JUSTIFY]أبصر المذيع المعروف عاصم لأول مرة منذ أن أصيب بالعمى بسبب الواتساب بمادة يرثي فيها شاعر الشعب ( محجوب شريف ).. الذي عاد إليه بصره بعد أسبوع بقدرة الله سبحانه وتعالي.. فكتب : ( عفواً شاعر الشعب محجوب شريف أن تأخرت في الكتابة عن رحيلك المر.. فأنا لم أتعمد ذلك ولكن الظروف وحدها التي حالت بيني وبينك.. إلا أنني ضغطت علي نفسي وكتبت رغماً عن تحذيرات الطبيب.. ورغماً عما كتبته الصحف حولك إلا أن في دواخلي بقايا احتمالات حبيسة من ذلك الحزن الممتد في الحنايا..
فأبت تلك الأحزان إلا أن تتفجر بركانا من الكلمات البسيطات التي تعجز أن تطول قامتك.. فلم يكن أمامي إلا أن أكتب عن لحظة الرحيل الذي لم أستطع أن أترجمه في حينه خاصة وأن هنالك ما يجيش بدواخلي من خواطر.. فأرجو أن تعذرني أيها المحجوب وليعذرني عشاقك كون أنني فكرت مجرد التفكير بالخوض في بحارك العملاقة كيف لا وأنت من عمالقة الكلمة في بلادي.. الكلمة التي أبدعت فيها رغماً عن المضايقات التي تعرضت لها من جهاز أمن الرئيس الراحل النميري.

فالكتابة عن الشريف صعبة لأنك تكتب عن إنسان كان همه الأول والأخير الوطن والإنسانية اللذين عبر عنهما بالكلمات القوية التي أرتاد بها آفاق لا يمكن أن يرتادها أي شاعر آخر.. أو يتكئ بجراحه علي غطاء الأمل المشرق من نافذة النبل وطهارته وعفافه.. فالمحجوب جسّد معاني الحياة في الغناء للحبيبة وللوطن وللإنسانية بمواويل وانفعالات صادقة.

والمحجوب علمنا أن نعيش بالمبادئ والقيم الإنسانية النادرة منحازاً إلي الفقر والمساكين.
علمنا أن الغيم ببشرياته يعود رائعاً إذا صدقنا له الوعد.. وأن النيل شريان للحياة.. وأن الحروف لا تموت مهما كانت الظروف المحيطة بها وتبقي خالدة في الوجدان مع أشراقة كل يوم جديد وهي تضيء الطريق للغلابة والفقراء والمساكين.

الخرطوم : سراج النعيم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version