و أشارت الفتوى إلي أن الرسائل الدينية المنتشرة بمواقع التواصل الاجتماعي والهواتف السيارة ويطلب فيها من الشخص الذي تصله أن ينشرها.. ولا تقف عندك أمانة أو ستسمع خبراً ساراً أو تكسب حسنات وغيرها من الأساليب المستحدثة.. إنما هي بدعة .. فإذا وصلتك مثل هذه الرسائل فأكتفي بقراءتها وحذفها.
فيما وجه سؤالاً للشيخ خالد المصلح عن حكم إرسال الرسائل الداعية إلي حملات الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم.. وإلي آخرها.
وبالإضافة إلي ما أفصح عنه مسبقاً فهنالك حملة الاستغفار..إلي جانب رسائل علي هذا النحو : ( إذا ما قدرت أن تنشرها فأعرف أن ذنوبك مثقلة عليك أو أعرف أن الله سبحانه وتعالي غني عنك أو أنشرها وراح تسمع خبر حلو أو أي شيء من هذا القبيل).. فقال الشيخ : ( إنها بدعة ولا يجوز مثل هذه الأمور وكلمة أنشرها تؤجر قد يكون بدعة القصد منها نشر الخبر ولكن نحن بهذه الطريقة ننشر البدع ولا حول ولا قوة إلا بالله).
ومما تطرقت له الفتوى فإن إرسال الرسائل عبر الهواتف السيارة ومواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) و( الواتساب ) و( التويتر ) وغيرها من الرسائل النصية التي تحث علي ذكر الله من أجل البر والتقوى والتعاون.. دائما ما تحتوي علي : (أستحلفك بالله أن تقولها أو ترسلها إلي عشرة أشخاص.. لأنها أمانة في ذمتك).. فلا يجد الشخص المستلم للرسالة بداً سوي أن يرسلها باراً بقسم المرسل مع التأكيد أن العلماء أشاروا إلي أن المرسلة له الرسالة إذا لم يستجيب فليس عليه في ذلك إثم.. وأكدوا أن العدد في التسبيح أو عدد الأشخاص المطلوب إرسال الرسالة لهم لا يكفي للمقصود لأن كل ما يتصل بالعبادة.. وكيفية الذكر وعدده ووقته والدعوة إليه.. يندرج في إطار التوفيق الذي يجب الاقتصار فيه علي ما ورد في الشرع.. وتجنب ما لم يرد.
وعندما نضرب مثلاً بالسلف الصالح رضي الله سبحانه وتعالي عليهم نجد أنهم ينكرون ما لم يألفوه في أداء العبادات عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وجاء في سنن الدارمي .. أنه أخبرنا الحكم بن المبارك أن عمر بن يحي قال : ( سمعت أبي يحدث عن أبيه.. قائلاً : كنا نجلس علي باب عبدالله بن مسعود قبل صلاة الغداة.. فإذا خرج مشينا معه إلي المسجد.. فجاءنا أبو موسي الأشعري : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا : لا حتى خرج قمنا إليه جميعاً.. فقال له أبو موسي : يا أبا عبدالرحمن إني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيراً وقال : ما هو ؟.. فقال : إن عشت فستراه.. قال : رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل.. وفي أيديهم حصى.. فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة.. فيقول هللوا مائة فيهللون مائة.. ويقول سبحوا مائة.. فيسبحون مائة .. قال : فماذا قلت لهم؟ قال : ما قلت لهم شيئاً في انتظار رأيك.. وفي انتظار أمرك.. قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم.. ثم مضي ومضينا معه حتى أتي حلقة من تلك الحلق.. فوقف عليهم فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون؟.. قالوا : يا أبا عبدالرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح.. قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلي الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر.. والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد صلي الله عليه وسلم.. أو مفتتحو باب ضلالة.. قالوا : والله يا أبا عبدالرحمن ما أردنا إلا الخير.. قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه؟ قال : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم حدثنا أن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.. وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم.. ثم تولي عنهم.. فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج) والله أعلم.
الخرطوم : سراج النعيم
[/JUSTIFY]