قاله باكمبا من قبل….

[ALIGN=CENTER]قاله باكمبا من قبل…. [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]لو يذكر كل من يتابع الفريق القومي، أنه في العقد الأخير للقرن الماضي، كان هناك لاعب يعتبر من أميز الذين يجيدون اللعب بالرجل اليسرى. وهذا اللاعب جاء إلى فريق المريخ منتقلاً من ابوعنجة في أمدرمان في نهاية عقد الثمانينيات، ولأنه حريف وفنان فقد كان أحد أعضاء المنتخب القومي لكرة القدم في التسعينيات.
في ذلك الزمان كان الهلال يجول ويصول في أدغال افريقيا محققاً الإنتصارات، توقفت إنتصاراته فقط في النهائي..
والمريخ بدوره صال وجال منتصراً لنفسه وللشعب السوداني حتى ظفر بما اراد، فكان مطار الخرطوم شاهداً للعودة الظافرة عندما جاء الفريق يحمل كأس الكؤوس الإفريقية قادماً بها من نيجيريا وهو يترك الفريق المنافس له هناك “بندل يونايتد” يبكي آثار فقد الكاس..
المهم في الأمر في نفس الأعوام لم يكن نشاط المنتخب القومي لكرة القدم متوقفاً حسب الخطط الموضوعة.. لكن عملياً كانت التمارين تفشل على الدوام.
وفشل التمارين كان مرتبطاً بحضور اللاعبين فالعدد الذي كان يحضر غالباً لا يتعدى اصابع اليد الواحة خاصة عندما تكون هناك معسكرات لفريقي الهلال والمريخ.
وفي أحد الأيام يبدو أن أحد الصحفيين الرياضيين لم يعجبه الغياب المتكرر للذين تم إختيارهم للمنتخب الأول، فوجد فرصته في أول لقاء له مع أحد اللاعبين..
وفي ذلك الحوار خرجت إحدى العبارات مثل القنبلة التي تفجرت وسط أطفال ونساء.. فالسؤال الذي تقدم به الصحفي كان يقول “لماذا تهتمون وتلعبون أفضل في فرقكم ولا تقومون بنفس الشئ في الفريق القومي؟”.. فكانت الإجابة ببساطة “الفرق التي نلعب لها تهتم بنا وتدفع لنا أفضل من الفريق القومي”.
والعبارة أعلاه التي جاءت رداً على السؤال كانت منسوبة آنذاك،للاعب المريخ وقته، بابكر الحلو الشهير بباكمبا، تسببت في قرار صدر من الإتحاد العام لكرة القدم السوداني بموجبه تم إيقاف اللاعب من ممارسة نشاطه الرياضي.
والقرار الذي يحفظه التأريخ كحدث، يحفظه التأريخ كذلك على أنه لم يجد فرصته في الإستمرار فترة. فقد صدر قرار آخر من جهة أعلى من إتحاد كرة القدم وهي مكتب وزير الشباب والرياضة آنذاك اللواء اركان حرب إبراهيم نايل إيدام.
ما جعلني أسرد القصة اعلاه، هو أنني منذ ذلك الحين صرت أتابع أخبار كرة القدم من بعيد خاصة عندما أدركت بأن تشجيع اي من فريقي القمة بجنون يعتبر نوعاً من المغامرة البليدة حسب رأيي. إلا أن الآلام لا تتوقف بسبب هذين الفريقين المنهارين إدارياً وبالتالي أنهار اساس تكوين المنتخب الوطني.
والألم الذي يتسبب به المنتخب الوطني يقتل أي أمل.. ويا لسخرية القدر فحتى اللغة نفسها تضعنا أمام معادلة مضحكة في (ألم..أمل).. مجرد اللعب بالحروف فقط تعطينا معاني مختلفة..
وهكذا الفريق القومي ما تزال مقولة باكمبا تسير على اللاعبين، لكن ليس هناك لاعب سيتجرأ على قول هذه الحقيقة لئلا يمسح به الأرض لكن تصرفات اللاعبين تدل على ما نقول..[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1133- 2009-1-8

Exit mobile version