ماذا عن فنلندا سيداتي وسادتي؟ أجلس جيداً قبل أن تقرأ بقية هذه الفقرة من فضلك.. فجمهورية فنلندا هي أول دولة في العالم تعتبر وسيلة اتصال النطاق العريض للإنترنت (أي السريع والغير المحدود)، حق من حقوق أي مواطن فنلندي منذ بداية يوليو 2010 مع وعد بوصولها إلى سرعة 100 ميقا بت في سنة 2015.
هذا في فنلندا، وحتى أكمل لك الجرعة المُرّة، يؤسفني ان أخبرك أن المملكة المتحدة (بريطانيا) لم تضع هذا في دستورها كفرض يجب تطبيقه في سنة محددة لكنها إعلنت عن وعد بوصول إنترنت سرعتها 2 ميقا بت لكل منزل في المملكة المتحدة مع سنة 2012.
هذا لأثبت لكل مشكك ان ما نتحدث عنه ليس امراً ثانوياً او سخيفاً أو حتى من رفاهيات الحياة، إن الوصول السهل إلى إنترنت سريع غير محدودة هو حق من حقوق أي مواطن فنلندي اليوم يضمنه له دستوره، نعم، الإنترنت أصبح شيء أساسي في حياة الإنسان، ويرتبط بتفاصيل عديدة من حياتنا حتى أن تخيل الحياة بلا إنترنت عند بعض الناس هو ضرب من الخيال بل وحتى نهاية العالم والحضارة! وحتى لا نخرج عن سياق الموضوعية، ففي تقرير للأمم المتحدة تم إعتبار حرمان أي إنسان من الوصول إلى الإنترنت هو إنتهاك لحقوق الإنسان بل وخرق للقانون الدولي!
مع هذا لازلنا في السودان نعاني من سوء خدمة الإنترنت، وحين أقول سوء فأنا لا أبالغ، فكل التقارير التقنية من مؤسسات مستقلة تثبت هذه الحقيقة، بل أن السودان في معظم التقارير المنشورة يتصدر قائمة الثلاث الأوائل في بطء سرعة الإنترنت .
صفحة ثورة الإنترنت – السودان –