الحديقة الدولية والتراث القومي الشعبي

الحديقة الدولية والتراث القومي الشعبي
[JUSTIFY] الحديقة الدولية هي مساحة من الأرض قصد منها أن تكون متنفساً للمواطنين والمقيمين على السواء يقضون فيها أوقات فراغهم تحيط بهم الخضرة من كل جانب، وتمهد لهم سبل الراحة، حيث أقيمت بها بعض المشاريع المتفقة مع خطة الحديقة، ومنحت مساحات مقدرة منها إلى جمعيات الإخوة والصداقة مع شعوب العالم، حتى تقوم كل جمعية بعكس عادات وتراث البلد الذي تمثله، ولكن بكل أسف لم تقم الجمعيات بإنشاء مبانٍ تعبر عن ذاتها حتى تعطي الحديقة رونقاً وجمالاً، وخاصة الإهتمام بالمزروعات والتي هي هدف أساسي تتجمل به الحديقة، حيث أن الخضرة والماء والوجه الحسن تسر الناظرين.

قامت إدارة الحديقة بتخصيص أراضٍ لبعض المشاريع الخيرية وعلى سبيل المثال منظمة الزبير الخيرية، ومنظمة أنا السودان، وجمعية مجذوب الخليفة، وغيرها من الأنشطة المختلفة كصالات الأفراح، والمسارح المتعددة، والتي جعلت الحديقة في حراك مستمر.. ورغم أن هذه الأشياء تقليدية إلا أن ما قام به دكتور محيي الدين الجميعابي رئيس منظمة أنا السودان يعتبر عملاً متفرداً، وهو من الشخصيات المهتمة بتراثنا الشعبي القومي، والذي لاقى إهمالاً كثيراً من قبل الحكومات المتعاقبة، حيث قام هذا الرجل بعمل وطني وهو إنشاء قرية فلكلورية تراثية متكاملة لحفظ تراثنا القومي المندثر، شملت كافة قبائل السودان من خيام، وقطاطي، وبروش، وأدوات أخرى، بذل الكثير من أجلها من صحته وماله حتى وصل بها إلى هذه المرحلة، وهي دون طموحاته الكثيرة، ولكنه جهد المقل.. ورغم ذلك صارت هذه القرية التراثية لوحة جمالية متفردة أعطت الحديقة الدولية طابعاً تراثياً خالداً، حيث يتوافد عليها الزوار أفراداً وجماعات، خاصة طلاب المدارس والذين يعانون من شح المعلومات عن وطنهم ناهيك عن تراثهم الشعبي.. ولعمري هذه مهمة قومية تستحق الاهتمام من كل حادب على هذا التراث القيم، سوى من قبل الدولة أو الأفراد، لأن التراث الشعبي ثروة كبيرة من ثروات الأمم تحوي مختلف الأشكال المتعلقة بحياة الشعوب من أدب، وتقاليد، ومعارف وفنون شعبية وغيرها من ضروب الثقافة، خاصة أن إرثنا الشعبي غني بالملاحم والحكايات والأخبار والسير الشعبية، وحافل بالكثير من الأحداث والوقائع التاريخية، ويواجه مشكلات كثيرة وتحديات خطيرة، تكمن في الإهمال المتزايد مما يعرضه للضياع والإندثار.

وتتمثل أهمية التراث في أنه يحمل في مضمونه عراقة الشعوب، ويعبر عن حصيلة مبدعيها، وجهود أفرادها عبر تاريخها، إذ أنه يمثل الماضي الممتد إلى الحاضر المتداخل فيه الماضي، والذي يعيش من خلاله الموروث النفسي والمادي والثقافي الذي تركه لنا الأسلاف، وهو التعبير الحقيقي عن خصوصية الشعب وتفرده بين أقرانه من الشعوب الأخرى، بإبراز هويته القومية، وبيان سماتها وميزاتها والأهم غرس القيم التربوية والخلقية الجيدة في نفوس الأبناء، وكذلك توثيق العادات والتقاليد وتعريف الأجيال الجديدة بالجوانب الإيجابية منها، مما يساعد في تنمية العلاقات الإنسانية وبناء شخصية الفرد بناءً متوازناً عقلياً ونفسياً ووجدانياً، يجعله متعلقاً بتراث وطنه القومي، وهذا ما يفعله الآن دكتور الجميعابي، فهلا مددنا له يد العون إن لم يكن مادياً فليكن معنوياً وحتى عينياً، وذلك بمده للمقتنيات التراثية والتي يحافظ عليها كما يحافظ على أبنائه.

وختاماً: لا يسعني في هذا المقال إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى د. الجميعابي على هذا الجهد الوطني المقدر، وستكون القرية التراثية رمزاً وطنياً يحمل اسمه على مدى التاريخ، وادعو الله له بدوام الصحة والعافية والتوفيق لما فيه خير الوطن.

والله من وراء القصد
جلال المبارك أبو زيد
أمين عام
جمعية الإخوة السودانية الكويتية

..

[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version