مريم الصادق المهدي: نحن أحفاد الامام الحسن ولكن هذه المسالة لا تشغلنا كثيرا

لهذه الأسباب لم يدفن الدكتور عبد النبي على احمد في قبة الامام المهدي
زواج رجل برجل في الابيض عجل بميلاد الثورة المهدية
هذا ردي على الذين يتهمون الأمام عبدالرحمن المهدي باستغلال الأنصار في تعميرالجزيرة أبا
اعترف ان هنالك خلافات حول الميراث في أسرتنا
الناس بتزعل مني لما اقول اخوانا في المؤتمر الوطني ولن اقول من اين أتي هؤلاء
ما استلمناه من أموال جزء يسير من الممتلكات المصادرة وسنطلب بتعويض مادي عن الإقصاء السياسي.
رفع العقوبات الامريكية رسالة تشجيع لشمولية الإنقاذ.
من حق حزب الامة ان يترأس تحالف المعارضة “ودا ما فيه كفر بالله ورسوله” .
نعم نحن أحفاد الامام الحسن ولكن هذه المسالة لا تشغلنا كثيرا.

تحرك موكبنا من مدينة فلادلفيا الامريكية في طريقنا لحضور ندوة الدكتورة مريم الصادق المهدي بنيويورك…عربتنا تقل نحو سبع أشخاص جلهم من جذور أنصارية ..اما أنا فمعلوم الهوية الصحفية فيما الشاب ناجي الشريف من نواحي الدندر وهو من اسرة اتحادية مشهورة في تلك البقاع..قبل ان نصل كان محدثنا ومنسق الرحلة وابن ودنوباوي صلاح طه متلت يحكي لنا واقعة إصابة مريم الصادق التي تعثرت في ثلوج الساحل الشرقي قبل شهر..رغم إصابتها في *ذات يوم ندوة فلادلفيا الا انها أصرت على إكمال الندوة ثم ذهبت بعدها لمستشفى المدينة حيث حجزت قدمها اليسرى في (الجبص) منذ ذلك التاريخ تواصل مريم المهدي جولاتها متوكئة على عصاتين وعجلة تزحلق اجادت قيادتها بجدارة.

قبيل الندوة اعد أنصار حزب الامة حفل غداء جامع بمنزل الاستاذ عثمان ابو جنة قطب حزب الامة ..منزل ابو جنة في مدينة بروكلين كان ممتلئا على سعته بجموع من الأنصار تحلقت حول مائدة دسمة ..مريم المهدي أدارت حلقة التعارف وركزت على الأوضاع الاجتماعية وتاريخ الإقامة ببلاد المهجر..حفاوة بالغة أحاطت بالدكتورة مريم والتي تحركت من منزل ال ابو جنة بعد المغرب الى مقر أقامتها بأحد فنادق مدينة منهاتن لتاخذ قسطا من الراحة ريثما تبتديء الندوة ..حينما خرجنا في وداع مريم المهدي لمحنا عربة مرسيدس فاخرة موديل العام في خدمتها..علمنا ان العربة ومعظم تفاصيل ترتيبات الرحلة وجولات مريم بين الولايات الامريكية تحملها رجل الاعمال السوداني حسن عيسى المقيم بنيويورك ولديه شركة رائدة في مجال النقل وهو من ابناء الجزيرة أبا وتربطه علاقة خاصة مع الامام الصادق المهدي.

حينما دخلنا القاعة الفسيحة التي تتوسط مدينة بروكلين وجدنا مجموعات متفرقة من السودانيين يتفرقون على عدد من المقاعد..الحضور اقل من المتوقع..احد منظمي الندوة رد الامر لانشغال معظم السودانيين بالعمل في مجال التاكسي خاصة وان يوم السبت من ايام العمل المهمة في هذه المهنة..مريم تأخرت عن الحضور..تصرف المستشار القانوني السابق *وقطب حزب الامة حسن جميل وبدا في إدارة نقاش على الهواء حول راهن الأوضاع في السودان .

عند العاشرة مساء جاءت الدكتورة مريم المهدي ترتدي ثوب سوداني أنيق ووقور بلون بني..حيت مريم الحضور ثم جلست في المنصة تجاورها مسئولة المراءة في حزب الامة الأستاذة فتحية موسى عجب وهى في ذات الوقت زوجة يعقوب النو رئيس الحزب في نيويورك..فيما تولى الاستاذ حسن جميل إدارة الندوة .. وأصرت *مريم المهدي ان تتحدث واقفة رغم قدمها التي في الجبص وقالت لم اتعود على مخاطبة الناس وانا جالسة .

اقتصرت مريم المهدي في الحديث عن واقع العمل المعارض وحددت وسائل حزبها في التغيير عبر العمل الشعبي المدني الضاغط المفضي الى حوار جاد وقالت في ذلك ” لا جدوى من الاستغراق في معرفة جدية الحزب الحاكم من الحوار الحالي ” ولكن مريم عادت وأكدت ان الحوار يعتبر الخيار المتاح الان للحزب الحاكم حتى يجد موضعا في المستقبل..عن الدستور تحدثت بشكل مجمل عن خيار حزب الامة في دستور توافقي المواطنة فيه اساس الحقوق والواجبات وأعربت في حديثها ان الدستور الفرنسي المختلط بين الرئاسي والبرلماني يمثل النموذج الافضل للسودان كما أكدت مريم المهدي ان حزبها لا يفضل رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية قبل الوصول لتسوية سياسية شاملة في السودان حتى لا يكون ذلك رسالة خاطئة لحكومة الإنقاذ..وختمت الأستاذة مريم حديثها بشكر سوداني الشتات ودعوتهم لتنظيم صفوفهم للإسهام في بناء السودان المستقبل.

ما ان عادت مريم المهدي الى مقعدها حتى تعالت الأصوات لتطبق حصار من الأسئلة الساخنة..ابتدرها الشاب محمد سليمان الذي قدم نفسه باعتباره من دارفور وكان من الموالين لحزب الامة قبل ان يكفر بذلك..السائل وجه أسئلة حول امتناع حزب الامة عن دفن الأمين العام لحزب الامة الراحل الدكتور عبد النبي على احمد في مقابر قبة الامام المهدي والتي دفن فيها اخرين من اسرة الأمام المهدي ..بجانب سؤال اخر عن علاقة حزب الامة غير الراسخة مع تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض..مريم جمعت أنفاسها قبل ان تجيب على أسئلة الحبيب السابق وأقرت ان تداعيات واكبت دفن الدكتور عبدالنبي في القبة خاصة وان الامام الصادق المهدي من اقترح ذلك خاصة ان هنالك سوابق حيث تم دفن الراحل صلاح المهدي والوالدة سارة الفاضل وعمر نورالدائم ولكن مريم أقرت ان خلافات ال المهدي حول ميراث الامام عبدالرحمن المهدي يجعل كثير من التعقيدات في التعامل مع قبة الإمام المهدي وبيت الامام المهدي وكحل وسط تم دفن جثمان الراحل عبدالنبي في مقابر اسرة المهدي .

في شان علاقة حزب الامة بتحالف المعارضة قدمت مريم سرد تاريخي لميلاد التحالف منذ ملتقى جوبا في العام 2009 وأكدت ان التحالف كانت غاياته واضحة ولكنه بنائه التنظيمي هلامي وان حزب الام طالب بإعادة بناء التحالف ولم يكنه صراعه على الرئاسة ولكن مريم عادت وقالت “ان مطالبة حزب الامة بالرئاسة ما فيها كفر بالله ورسوله” مشيرة لتاريخ الحزب وشعبيته الممتدة في كل بقاع السودان .*

في سؤال اخر حول الاموال التي استلمها حزب الامة من الحكومة وعدم الشفافية في الاعلان عنها أجابت مريم بسخرية “حزب الامة استلم مليارين من الجنيهات من جملة ستة عشر مليون دولار صادرتها الإنقاذ عقب الانقلاب مباشرة ” الا ان الدكتورة مريم أضافت انها من أنصار ان يطالب حزب آلامة بتعويضات عن الإقصاء السياسي والبطالة الاقتصادية *التي عاشتها كوادره طوال تاريخ الإنقاذ ولم تنسى مريم ان تمتدح والدها الامام الصادق الذي قالت عنه ان دخل السياسة غنيا وخرج منها فقيرا.
السيد اسامة خلف الله مصطفى واصل الأسئلة المحرجة مستعينا بكتاب عن تاريخ المهدية ..حيث سال عن استغلال عبدالرحمن المهدي لجموع الأنصار البسطاء في تعمير الجزيرة أبا دون مقابل غير استغلال المشاعر الدينية..سؤال اعترض عليه بعنف الشاب احمد الحلو من كوادر حزب آلامة باعتبار ان السؤال خارج موضوع الندوة الا ان مريم أجابت ان جدها عبدالرحمن يعتبر رجل القرن العشرين بشهادة خصومه وان معركة تعمير الجزيرة ابا التي تمت في سنوات قليلة كانت واحدة من التحديات التي تصدى لها الامام وكان يخير القادمين للجزيرة بين العمل الطوعي باعتبارهم مهاجرين او أخذ أجرة باعتبارهم عمال.

سؤال اخر صعب جاء من نصر الدين محمد حامد وقال انه يمتلك تسجيل لمريم المهدي ادعت في حديث لإذاعة بي بي سي ان جدها الامام المهدي حرر السودان من البغاء واللواط وان أسرتها تنتسب الى الاشراف وجدهم مباشرة الامام علي بن ابي طالب..هنا انزعجت مريم قليلا وبدا التوتر عليها وأكدت انها تتذكر الواقعة ولكن الحديث كان في سياق مختلف وأقرت مريم انها قالت ان نسبة الاشراف تعود للإمام الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنهم كاسرة غير منشغلين بذلك وان والدها الامام الصادق رفض الدخول في روابط الاشراف الممتدة على مستوى العالم العربي بحجة ان كل نسل نبي الله ادم من الاشراف ..وفي واقعة تحرير السودان من البغاء أكدت انها أودت تلك المعلومة في التعليق على حادثة زواج رجل من اخر حدثت في الابيض قبل الثورة المهدية وكانت من الأفعال التي استفزت الامام المهدي كثيرا وعجلت من ميلاد الثورة.

امتدت الندوة الى الساعات الأولي من فجر الأحد وخرج الجميع مشيدين بقدرة مريم على تخطي فخ الأسئلة الصعبة وكانت الجولة وما فيها شهادة بقدرات كريمة الامام المهدي او هذا ما اجمع عليه اغلبية الحضور وهم يتوجهون لبوابات الخروج من القاعة الامريكية.

عبدالباقي الظافر

Exit mobile version