ما كدنا نأخذ على البكور ونتماشي معه وتبدأ ساعاتنا البيولوجية في التعامل معه كأمر واقع.. (كما يقول المثل السوداني البقع من السماء بتحمله الأرض) حتى فوجئنا على حين غرة بالعصور بضم العين والصاد.
العصور هو جمع العصر بلهجتنا المحلية والعصر هنا هو الوقت المعلوم وعملياً هو أن تبقي في موقع العمل حتي يحل العصر ويصير ظل كل شيء مثله وتبدأ الشمس رحلتها الأزلية بتكاسل إلى الغروب.. العصور هو المقابل للبكور في الطرف الآخر من اليوم.. وهو بلغة أهل الرياضيات المحايد الجمعي للبكور بمعنى أن حاصل جمعهما هو الصفر.
وعندما يجتمع البكور والعصور لدى شخص فلن يبقى في جسده النحيل بقية لإنتاج خاصة إذا كان من من يسكنون الأصقاع النائية للمدن.. حينها يتحتم عليه أن ينهض من فراشه غير الوثير طبعاً بوقت قبل الفجر ليس أقل كثيراً من نفس الوقت إلى ما بعد العشاء.. طبعاً دايرة شرح ونشرحها بطرفة.
يحكى أن أحد المديرين في مؤسسة ما يستفسر أحد موظفيه عن سبب تأخره المتكرر عن الوقت المحدد للعمل فتعذر الموظف الذي يسكن في الأطراف بأنه يتحرك من منزله عقب صلاة الفجر مباشرة ولكنه يتأخر رغماً عنه لبعد مسكنه وصعوبة الحصول على مركبة فما كان من السيد الباشكاتب إلا أن اقترح له أن يتحرك عقب صلاة العشاء مباشرة.
في دراسة أجريت عن صافي الساعات التي ينتجها العامل في بعض بلدان العالم أن دولا شقيقة كان صافي الإنتاج نصف ساعة فقط ويتناقص هذا المجمل إلى عدة دقائق تحسب على أصابع اليد الواحدة لدى دول بترولية مجاورة لتلك الدولة الشقيقة بينما دولة في جبروت وقوة ألمانيا يصل صافي إنتاج الفرد إلى ست ساعات كاملة.. فما ظن الذين ابتدعوا أنظمة البكور والعصور في محمد أحمد هذا الرقيق الحال الطرفي المقام وابن الحلال أن ينتج تسع ساعات هي المحصلة بالاستخدام الأنظمة المذكورة أعلاه.
تخريمة:
سئل الصحفي الساخر أحمد رجب: ماذا تقول لكورت فالدهايم إذا صدف أن قابلته؟ أجاب: سوف أسأله بتقبض من وين؟
ومعناها بالسودانية بتصرف مرتبك من منو؟
نفسي أعرف من يخرجون لنا هذه الدراسات العجيبة، من وين بيصرفوا استحقاقاتهم.. وهل هم لجان منبثقة أم ورش عمل ولا الحاصل شنو؟
صحيفة حكايات
ع.ش