المخدرات وسط الطلاب .. عبء ثقيل على غير المتعاطي

[JUSTIFY]تعتبر المخدرات آفة من الآفات المنتشرة في المجتمعات بشكل مخيف ومرعب.. نسبة إلي أنها تحمل بين طياتها الكثير من السموم القاتلة للبشرية.. ويستهدف بها النشء والشباب من الجنسين.. فالمخدرات تسبب مضار لا حصر لها ولا عد.. ومن مضارها ما أشار له المختصين.. فهي تضر ضرراً كبيراً بسلامة الإنسان المتعاطي وعقله.. وهي بلا شك تشكل عبئاً ثقيلاً حتى علي غير المتعاطي.. فهي تدعه يكون خطراً علي نفسه في المقام الأول والأخير.. ومن ثم علي أسرته.. ومجتمعه المحيط به.. والمخدرات تظهر في السطح في قوالب متنوعة ومتعددة علي رأسها إفساد القيم والأخلاق المجتمعية والاقتصادية وغيرها من الجوانب الأخرى.. ما يؤكد أن المخدرات تقود أجيال الغد نحو هاوية لا رجعة منها إذ أنهم يعمدون إلي عدم الوعي.

ويبدو أن انتشار الظاهر يندرج في إطار تدمير العقول ومحاصرتها من كل جانب.. لذلك هنالك سؤال يفرض نفسه من هم الذين يقفون وراء الاتجار بالمخدرات وبث السموم بقصد الدمار الشامل.. وتحطيم الشباب وكما تعلمون فالشباب يعد وقود المستقبل.

ومن هنا لأبد أن تتم مكافحة المخدرات حتى لا تتسبب في إيقاف عجلة الحياة تماماً وتجعل حاضر الشباب ومستقبلهم مهدداً تهديداً خطيراً بما تسفر عنه .. لذلك أكرر لأبد من تعاضد وتكاتف كل قطاعات المجتمع الشعبية والرسمية لإيقاف تمدد ظاهرة انتشار المخدرات عند العامة و بعض الطلاب .

وينشط تجار المخدرات في الترويج لها بدون مراعاة لما تحدثه من خلل في التركيبة المجتمعية.. نعم أنها تحدث اختلالاً في تفكير الإنسان المتعاطي.. الأمر الذي يفقده التحكم فيما يدور من حوله .. وبالتالي تبدر منه تصرفات تمتاز بالغرابة والهذيان والهلوسة ما يقوده إلي إفساد القيم والاخلاق ومن ثم يؤدي إلي التفكك الأسري.. كما أنه يمتد لتمزيق جدران المجتمع مهما كانت صلابته.

ومن وراء ذلك كله تلعب الوسائط الإعلامية دوراً كبيراً في توعية وتثقيف النشء والشباب من الجنسين بخطورة الاتجار وتعاطي المخدرات التي تنمح المدمن إحساساً إيجابياً بالعظمة والنشوة ولا يثق في نفسه إلا عندما يتعاطها فيشعر في إطارها بما يريد أن يشعر به من تيه في عوالم بعيدة كل البعد عن الواقع الذي يركن له ومع مرور الزمن يكيف نفسه علي تلك الأجواء التي تمتاز بالهدوء والسكينة بحسب اعتقاده.

يبدأ تأثير المخدرات عندما تصل إلي مخ الإنسان بحسب ما أشار المهتمين بشأن مكافحة المخدرات الذين أكدوا أنها تذوب الألياف العصبية للمخ مما يؤدي إلي خللاً يصاب بموجبه المتعاطي بتيارات عصبية كهربائية ما ينتج عنها نشوة الاسترخاء والشعور بالدوار.
وبما أن الاتجار وتعاطي المخدرات يشكلان خطراً فإن هناك إحساس قوي يتملك السلطات المختصة المنوط بها مكافحة آفة العصر أنه لابد من إيجاد حلول جذرية .. فالآفة توضح بجلاء حجم الاستهداف الكبير للنشء والشباب من الجنسين.. وخاصة بعض الطلاب الذين أصبحوا يستهدفون في القيم والأخلاق.

إن من الأسباب المؤدية إلي إنتشار المخدرات في الأوساط الشبابية التفكك الأسري وعدم الرقابة اللصيقة في تربية الأبناء علي القيم والأخلاق خاصة في أوقات الفراغ.. ما يقودهم إلي الوقوع ضحايا رفقاء السوء الذين يدفعون بهم نحو مستنقع آثن من الأدمان.

ومما تطرقت له يجب أن يتم تطويق الاتجار وتعاطي المخدرات في نطاق ضيق بتجفيف منابعها وردع المنجرفين في إطارها إلي جانب الرقابة والتوعية والتثقيف بتكثيف البرامج الإرشادية.. حتي تتم حماية النشء والشباب من هذه المصيبة.

الخرطوم : سراج النعيم
[/JUSTIFY]

Exit mobile version