صدح الأديب البريطاني ستيفنسون قائلا لمجتمعه (كلما عظم المعروف، عَظُم الالتزام به) واشتهر بروايته بجزيرة الكنز في القرن الثامن عشر وكأنه ينوي تذكيرهم حينها بأن ذاكرته مثقلة بذلك الأمر الجلل، هناك في الساحل الغربي من أوروبا حيث أيرلندا تلك الأرض التي أنجبت شاي غيفن وروبي كين ودامين داف وجون أوشي .
في عام 1845، أصيب الناس بقحط هائل مما تسبب على إثرها في مجاعة كبرى أدت في موت مليون ونصف إنسان وتهجير 250 ألف مواطن وانخفاض عدد السكان بنسبة 22% حصيلة 7 سنوات، والعالم بأسره كان يتفرج بما فيهم الملكة فيكتوريا.
وقد سمع في وقتها السلطان العثماني عبدالمجيد الأول بالحادثة، وأراد التبرع بـ10 آلاف جنية إسترليني أيّ تسعة أضعاف ما تبرعت به الملكة فيكتوريا التي رفضت الطلب العثماني بكل جمود وأجبرته بتخفيضها لألف جنيه.
ثم أرسل السلطان خمسة سفن عملاقة محملة بالأطعمة للشعب الأيرلندي، أثارت حفيظة الحكومة البريطانية والمعارضة على دخولها موانئ بلفاست ودبلن وتم منع عبورها، فيما كان يتضور المجتمع جوعاً، لذا أدخلها العثمانيون عنوة في ميناء درويدا وتم إنهاء هذه المجاعة في عام 1852.
في عام 1919 تم إنشاء نادي درويدا يونايتد وتم رسم الشعار من قلعة وأسود ثلاثة وسفينة، ولكن أُثيرت بعض المطالب الشعبية بتغييره إلى الهلال والنجمة نسبةً للدولة العثمانية وتكريماً لهم على المساعدة الإنسانية ورداً للجميل واعتمد الشعار بالفعل المشابه لألوان طرابزون سبورت التركي وتم توجيه رسالة شكر من وجهاء أيرلنديين اعترافاً بمعروفهم وسخائهم.
ولا تزال الحادثة محفوظة بالأرشيف العثماني في إسطنبول، وإلى الآن درويدا يونايتد يلعب في الدوري الممتاز الأيرلندي منذ انضمامه 1963م، محافظاً على شعار النادي كما هو.
وشارك الفريق مؤخراً بالدوري الأوروبي وخرج على يد مالمو السويدي ويحتل في هذا الموسم المركز الرابع ويمتلك ثاني أقوى خط هجوم، وتاريخياً يملك سجل متواضع حيث حقق فقط بطولة الدوري مرة واحدة عام2007 وبطولة الكأس أربع مرات.
م.ت
[/FONT][/COLOR][/JUSTIFY][/SIZE]